كلمة السيد رئيس مجلس غرفة الصناعة التقليدية لجهة فاس مكناس بمناسبة الدورة الخامسة للمعرض الدولي للخشب المقام بالساحة المجاورة لشارع فريد الأنصاري أمام باب القزدير بمدينة مكناس من 01 إلى غاية 10 مارس 2024


باسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله وحده
والصلاة والسلام على مولانا رسول الله وأله وصحبه


السيدات والسادة الحضور الكريم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
*
إنه لمن دواعي الغبطة والسرور أن يتجدد اللقاء بكم من جديد على أرض مكناس العزيزة في افتتاح فعاليات النسخة الخامسة للمعرض الدولي للخشب بالعاصمة الاسماعلية لهذه السنة 2024 من فاتح مارس إلى غاية العاشر منه، وهي مناسبة لأرحب بكم جميعا “حللتم أهلا ونزلتم سهلا” راجيا من الله تعالى أن تعم الفائدة والنفع على جميع المشاركين والزوار من داخل المغرب وخارجه.
فكما لا يخفى عليكم أن هذا المعرض الموضوعاتي يأتي كتأكيد عملي يعبر عن إصرار الغرفة على تنزيل برامجها واستئناف العمل والانطلاق من جديد في إطار استمرارية ثابتة رغم صعوبة تأثيرات السياق الإقليمي والدولي المتغير، خاصة بعد توقف اضطراري دام لسنوات عديدة بسبب ظروف جائحة كوفيد 19 وتداعياتها.
واعتبارا لما تتمتع به غرفة الصناعة التقليدية من صلاحيات وثقة وانسجاما مع الرؤية السديدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، وتوجيهاته التي تؤكد ضرورة العمل على تعزيز الدور المحوري للصناعات الحرفية بين القطاعات الواعدة في الاقتصاد الوطني، وإيمانا منا بأهمية الشراكة الوطنية والجهوية وما لها من نتائج طيبة على المؤسسة ومنتسبيها .
فإن غرفة الصناعة التقليدية لجهة فاس مكناس، واعية بضرورة الانخراط المسؤول والجاد مع شركائها الاستراتجيين لتحقيق الأهداف التنموية المنشودة تماشيا مع الرؤية المتبصرة لقائدنا المفدى صانع النموذج التنموي الجديد وملهم الملحمة المغربية الملك محمد السادس نصره الله.
ونحن في هذا الصدد ننطلق من التجارب والخبرات المتراكمة على مستوى الممارسة والتسيير داخل هذه المؤسسة، نراهن على علاقاتنا الجيدة مع مختلف شركائنا، ونحن على يقين أننا سنخطو بحول الله وقوته خطوات أساسية ثابتة تجعل من غرفتنا مؤسسة رائدة تساهم بشكل ملموس في البناء الاقتصادي وتكون محل افتخار الجميع.
ولعل حافزنا في ذلك هو تحصين المكتسبات وتكرار النجاحات التي تحققت في النسخ السابقة والحفاظ على التطور الايجابي للمؤشرات الدالة، سواء على مستوى عدد الزوار الذي يتزايد باستمرار، أو مستوى رقم المعاملات المالية المصرح بها، وهو الأمر الذي تأكد بمجرد فتح باب المشاركة برسم هذه السنة التي تعرف مشاركة عدد محترم من الدول الشقيقة والصديقة مراعاة لسياسة انفتاح المغرب على أوروبا وارتباطه بعمقه الإفريقي حيث ستحل دولة الكوديفوار ضيفا للشرف لهذه الدورة الخامسة.
السيدات والسادة الحضور الكريم
إننا نطمح اليوم إلى أن تكون هذه التظاهرة المنظمة تحت شعار “فن الخشب تراث يربط الماضي بالحاضر”، كسابقاتها وأحسن، فرصة للصانع التقليدي وللمقاولة الوطنية والجهوية والاستثمار في قطاع الصناعات الخشبية، في أفق خلق التكامل مع باقي القطاعات الاقتصادية السياحية والتجارية… وموعد انطلاق الاستفادة من الموقع الاستراتجي المتميز لجهة فاس مكناس – وسط المغرب- من أجل إقلاع اقتصادي ملموس وتحقيق التكامل مع باقي جهات المملكة.
إن شرف تنظيم هذا المعرض الدولي للخشب في جهة فاس مكناس ليس صدفة وإنما بفضل ما تزخر به أرضها من ثروات طبيعية، وكذلك بما أنعم الله بها على أهلها الموهوبين الذين أبدعوا في بصم تاريخ أمة تخبرنا به أبواب القصور ومنابر المساجد وقباب البيوت العتيقة وأسقفها المرصعة بنقوش وزخارف تسحر الألباب.
السيدات والسادة الحضور الكريم
إن تنظيم هذه التظاهرة ليست مناسبة ظرفية عابرة وإنما هي مسؤولية تطالبنا للاجتهاد أكثر، وتحتم علينا أن نطالب من موقعنا كرئيس لغرفة الصناعة التقليدية لجهة فاس مكناس بصياغة سياسة عمومية مندمجة للصناعة التقليدية تلتقي وتتناغم فيها المخططات الوطنية وبرنامج التنمية الجهوي وتصاميم التهيئة العمرانية وغيرها…
وهي مناسبة أغتنم فيها الفرصة لأجدد شكري الخالص إلى جميع شركائنا الذين دأبوا على دعم المعرض الدولي للخشب المقام بمدينة مكناس، وأخص بالذكر وزارة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، ولاية جهة فاس مكناس، مجلس جهة فاس مكناس، مجلس عمالة مكناس، والمجلس الجماعي لمكناس ومؤسسة دار الصانع، كما نقدر ثقتهم في مجلس الغرفة ليكون في واجهة تنظيم هذا الملتقى العالمي في نسخته الخامسة، ولا ننسى كذلك أن أتوجه بالشكر إلى جميع مكونات السلطة الإدارية المحلية للمدينة وإلى رجال الأمن الوطني والوقاية المدنية والقوات المساعدة على وقوفهم وحرصهم على سلامة وطمأنينة ضيوف هذه التظاهرة دون أن أنسى تحية خاصة لممثلي مختلف المنابر الإعلامية واهتمامهم بمنتجات الصناعة التقليدية والتعريف بها والمساهمة في إشعاعها كإرث حضاري ممتد جذوره في عمق التاريخ وقيمة متفردة تتوارثها الأجيال.
وفي الختام وجبت الإشارة إلى أن مؤشر نجاح هذه الدورة رهين بإقبال الجمهور وزيارته المعرض لاكتشاف إبداعات الصناعات الخشبية وتشجيعها بشكل يتحقق فيه الرضا العام انتصارا للهوية الحضارية والثقافية المغربية، وتأكيدا على أحقية مكناس في تنظيم هذه التظاهرة الشاملة والجامعة شمالا وجنوبا مشرقا ومغربا.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *