بلادي نيوز
وعيا بأهمية التراث المادي و المآثر التاريخية كآلية هامة لتطوير العرض السياحي بالإقليم، عقد اجتماع موسع تحت إشراف عامل عمالة إنزكان أيت ملول يومه الأربعاء 16 غشت 2023 من أجل تتبع سير مشروع ترميم وإحياء قصبة إنزكان التي تم تصنيفها كتراث وطني وذلك عبر ترميمها و تأهيلها وفتحها في وجه المواطنين والزوار .
و قد حضر الاجتماع كل من السادة رئيس جماعة إنزكان و ممثل الوكالة الحضرية لأكادير و المحافظ الجهوي للثرات الثقافي و ممثل الوكالة الجهوية لتنفيذ المشاريع و ممتل جمعية اتحاد كسيمة للثرات بإنزكان و ممثل المديرية الجهوية للثقافة إضافة إلى رؤساء أقسام العمالة.
و تعتبر هاته القصبة معلمة تاريخية وايقونة جذابة وسيرورة واستمرارية في آن واحد تعكس تاريخا حافلا للفن المعماري القديم الذي توجد دلالاته في طريقة ومواد البناء التي استعملت والمهارات والحس الابداعي الذي تحتفظ فضاءات القصبة بتلاوينه الثقافية و الفنية الموروثة من الماضي لمنطقة سوس الامازيغية في تفاعل ومزيج مع ثقافات اخرى موريسكية وافريقية وعبرية وجب تثمينها و تأهيلها وفق حكامة تشاركية ليتم دمجها في مسلسل التنمية على المستوى الجهوي و المحلي،
وقد أكدت كل المداخلات تثمين المشروع والتنويه بالإجراءات المتخذة لجعل إنزكان وجهة ذات مكونات سياحية و ثقافية تغني العرض السياحي الجهوي وتساهم في تعزيــز الهويــة الحضارية لسوس العالمة، وإشــعاع صــورة اكادير الكبير فــي الداخل و الخــارج، وذلك طبقا للسياسة الرشيدة
لجلالة الملك نصره الله و أيده الذي جعل التراث ثروة لا مادية منتجة للقيمة المضافة وإرثا مشرفا نتباهى به امام العالم، باعتباره وعاءا لحفظ الذاكرة الجماعية للأمم مع احترام أوجه الاختلاف والإيمان بحوار الحضارات وتفاعلها.
وبعد الاستماع لكل العروض، تم تكليف لجنة تقنية وعلمية تضم جميع المتدخلين قصد تدقيق تفاصيل المشروع و توحيد الرؤى للتسريع بالمساطر لإخراجه إلى حيز الوجود واستكمال تحويل المساهمات المالية لجميع الشركاء في أقرب الآجال.
وتجدر الإشارة إلى أن المملكةالمغربية تتبوأ المرتبة الأولى على الصعيد الأفريقي و العالم العربي من حيث عدد التسجيلات الثقافية على قائمة اليونيسكو للثراث العالمي، فهو يزخر بتراث ثقافي مادي ذي قيمة كبيرة، يتجلى في وجود مباني أثرية و تاريخية تتميز باختلاف وظائف مكوناتها، انطلاقا من تصنيفها في إطار العمارة الدينية أو العسكرية أو المدنية أو الإدارية أو الاقتصادية، فهو يعكس ركائز الدولة و خصوصياتها التاريخية و الثقافية و الاجتماعية و السياسية..