هيئة التحرير.
في الطريق من مكناس باتجاه مدينة الجبل الشامخ إفران، تستمتع بالضرورة بالمناظر الخلابة والسكونية الطبيعية الرائعة. تعيش لحظات ممتعة من السفر البيئي والصحي. في بدال محول السير نحو مدينة قلب جبل الأطلس المتوسط إفران، تجد رجلي أمن من مقتنصي سائقي السرعة المفرطة وهم في علية الطريق. عندما اقتربنا منهما بالسيل و(المهل)، كان منبه حرارة السيارة يشير إلى (3 درجات)، مع رياح رقيقة وخفيفة تسكن الأبدان والعيون. بحق كانوا يمارسون عملهما رغم الطقس البارد، وهما ينالان من صقيع طقس البرودة، وجفاف قيادة السرعة المفرطة، فباتوا في انتظارية من أمرهما في ذاك السد الطرقي الصغير.
كل المساحات الجانبية للطريق المؤدي نحو مدينة إفران باتت ضيعات فلاحية كبيرة، فسياسة (المغرب الأخضر) والإعفاءات الضريبية، أنعشت عمليات الاستثمار في الفلاحة والضيعات الكبرى، وخاصة الأشجار المثمرة. في الغابة الطبيعية التي تنسج الظل الوارف على الطريق القليل الحركة، يتضح موسم الخريف باقيا، من خلال ملونات أوراق الأشجار المتهالكة بالسقوط، ومتحديا فصل الشتاء الجاف. تلاحظ أن موسم الثلج والأمطار قد أخلف وعده في خزان مياه المغرب (اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين). فقد كنَّا نألف في هذا المحور من الطريق تواجد من يبيعون (البقولة) و (الأعشاب) البرية، وعسل النحل (غير المهجن)، والملابس (الأمازيغية)، لكنهم في هذا الموسم الجاف، فقد أخلو هوامش الطريق، إلا القليل منهم الباقي بلا انتعاشة معيشية.
سرنا بالسيارة ونحن محترمين علامات التشوير والترميز الطرقي، والتي أخبرتنا عن عمليات تثنية الطريق بين مدينة إفران باتجاه مدينة الحاجب. وقفنا جليا أن الأشغال متقدمة وتتحرك بعزيمة الجودة والأداء. وقفنا على تنظيم محكم لفضاءات المرور الاستثنائية، والتي تحترم السائقين ونهاية لوحة (شكرا على تفهمكم …نعتذر عن الإزعاج). في مدخل مدينة الأسد الأطلسي إفران، تلحظ جمال المدينة يفد إليك قدوما، يُعانقك باللطف، ويرحب بمقدم كل الزائرين. ومن الملاحظات بالتفرد فلن تجد أي عمود للأضواء الثلاثية، لكن الجميع يحترم السياقة والسرعة والمسافة القانونية. الجميع يستمتع بسير الهدوء وأناقة مدينة، بلا ضجيج، وبلا منبهات السيارات.
دخلنا مدينة إفران صبحا، حيث لم نجد من يعرض بضاعة مفاتيح الشقق. كان فضاء المدينة رحبا وأنيقا، وفي محج المدينة الرسمي كان هنالك مجموعة من رجال الأمن والقوات المساعدة بزيهم الرسمي وفي ابتسامة مستديمة، وترحيب بالزوار، وتيسير لعمليات المرور والتوقف. قرب نصب تمثال أسد الأطلس، وقفنا عند رحلة لمجموعة من شباب وأطفال المدارس يستمتعون بأخذ صور، وشروحات من مرافقيهم عن الأسد الأطلسي الحجري، وكيف بات ركنا أساسيا عند زيارة المدينة؟
نعم، موسم السياحة الثلجية أفقد المدينة متنوع من الزائرين، أفقد المدينة الانتعاشة السياحية الكاملة، لكن حين استقصينا أمر السياحة من المسؤولين، أكدوا دور مؤسسة العامل التفاعلي في تنمية المدينة الكلية. أكدوا أن المدينة تشتغل على إستراتيجية ثانية وهي تتمثل في خطة التأسيس للسياحة المستديمة لا الموسمية. أكدوا أن رؤية السياحة في أفق سنة (2030)، تشتغل على تيمة السياحة الرياضية (ملاعب رياضية/ مدارات تدريبات العدائين…)، حيث أن المدينة تتطلع على أن تكون محطة استقطابية لكبار اللاعبين الدوليين وللسياح عشاق الرياضة، والأناقة والجمالية. ولما لا هذا التوجه بالحكمة لكي تستفيد إفران من عمق قربها من مدينة فاس ومكناس في محطة (كأس إفريقيا 2025) و محطة (كأس العالم 2023).
ومن الملاحظات التي أثارت انتباهنا في هذا الريبورتاج الوصفي، بروز سياحة ذات طابع جبلي تقليدي (الخيمة/ الأطعمة التقليدية/ الأنشطة المرتبطة بالوسط الاجتماعي…)، وهذا النوع من السياحة بدأ يستقطب مجموعة من الراغبين في عيش مغامرات البادية المغربية، والقيم الأصيل لرجال ونساء الجبل الشامخ بمدينة إفران الظليلة.
(يتبع)