في مقابلة مع إذاعة “كوبي” الإسبانية (خاصة)، شرح الجنرال ميغيل ألكانيث، الذي كان مسؤولاً عن قيادة القطاع الشرقي لقوات الأمم المتحدة المنتشرة في لبنان عام 2011، أسباب تعقيد الحرب ضد إسرائيل في غزة. وأكد ألكانيث أنه على الرغم من أن كل شيء جاهز لغزو غزة، إلا أن إسرائيل تواجه وقتاً صعباً للغاية.
ويضيف الجنرال الإسباني أن الجيش الإسرائيلي أغلق شريطاً طوله أربعة كيلومترات على طول الحدود مع لبنان. ولم يساهم ذلك في استتباب الأمن بالنسبة لإسرائيل، بل إن القلق الأقصى هو سيد الموقف في المنطقة. وذكّر بانفجار أحد الصواريخ الإسرائيلية التي سقطت يوم الأحد الماضي في مقرّ بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، الواقع على الخط الأزرق الذي يفصل بين البلدين منذ عام 2000.
عمل الجيش الإسباني في لبنان
وأوضحت إذاعة “كوبي” الإسبانية، كان الجنرال، ميغيل ألكانيث، رئيساً للبعثة العسكرية الإسبانية في عام 2011، وتولّى قيادة القطاع الشرقي لقوات الأمم المتحدة المنتشرة في لبنان. وأضاف الجنرال الإسباني: “ينتشر في لبنان 650 جندياً إسبانياً، وهم ينتمون إلى قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان والتي تقوم بثلاث مهام رئيسية”.
وتتلخص أولى مهام البعثة في مراقبة الالتزام بقرار الأمم المتحدة رقم 1701 والإبلاغ عن الخروقات المحتملة للتحقق من وقف الأعمال العدائية بين لبنان وإسرائيل.
بالإضافة إلى تقديم المساعدة للقوات المسلحة اللبنانية للتواجد في تلك المنطقة “لأنها تابعة للبنان”.
أما المهمة فتتمثل في تقديم المساعدات الإنسانية للسكان المدنيين وتسهيل عودة اللاجئين. ويشير الجنرال ألكانيث إلى أن “إسبانيا تقوم بعمل مهم للغاية، وعلى سبيل المثال الآن قائد قوات الأمم المتحدة في لبنان هو جنرال إسباني”.
وفيما يتعلق بمنطقة الحدود اللبنانية الإسرائيلية، يؤكد الجنرال ألكانيث أن تضاريسها معقّدة للغاية، وجبلية مع العديد من الوديان، والخط الفاصل نفسه، وهو الحدود بين إسرائيل ولبنان، يمتد إلى المدن والقرى المحيطة.
مضيفاً أن السكان المحليين هناك لا يفهمون الخطوط الحدودية، وهم يعبرونها مع قطعانهم، وهذا يولد مشاكل، حسب قوله.
مستقبل الحرب بالنسبة لإسرائيل
ويشرح الجنرال الإسباني أن أحد التهديدات التي تخيّم على المنطقة هو احتمال دخول حزب الله في الصراع، وهو الأمر الذي، بحسب ألكانيث، سيكون ضاراً بالجيش الإسرائيلي.
ويذكر ألكانيث أن اتّباع سياسة فرّق تسدّ أمر جيد جداً ضد الحركات في المنطقة، لكن إذا كان على إسرائيل مواجهة جبهة كبيرة جدًا في الجنوب مع غزة، وبالإضافة إلى ذلك تفتح جبهة أخرى في الشمال مع حزب الله، فيجب عليها تقسيم قواتها، ما يعني تشتيت الجهود.
كما سلط الجنرال الإسباني الضوء على أن كلاً من حزب الله وإيران “يسعدهما الدخول في المواجهة”، وأن الأمر لا يحتاج إلى الكثير من التحضير بالنسبة لهما، وسيتسبب القيام بذلك في مشكلة كبيرة بالنسبة لإسرائيل، كما يوضح.
ويستطرد الجنرال الإسباني قائلاً أنه بالنسبة لإسرائيل سيكون الأمر صعباً للغاية لأنه سيكون قتالاً في المناطق الحضرية.
ويحذر الجنرال ألكانيث أنه سيكون هناك العديد من الضحايا في صفوف الجيش الإسرائيلي إذا استمرت العملية لفترة طويلة.
ويخلص الجنرال، ميغيل ألكانيث، إلى أن الوقت ضد إسرائيل عسكرياً وإعلامياً، وأن الرأي العام العالمي سيزيد التعبئة ضدها كل يوم، محذراً من أن الصراع لن يجد حلّاً المدى القصير.
ويختم الجنرال الإسباني في مقابلته مع إذاعة “كوبي” بالقول أنه كان يُفترض أن يكون تدخل إسرائيل العسكري سريعاً كالعملية الجراحية. “آمل ألّا تدخل سوريا ومصر على الخط، وألا يتم خلق مصدر آخر لعدم الاستقرار العالمي”، حسب تعبيره.
المصدر: إذاعة كوبي