متابعة للشأن العام بمكناس محسن الأكرمين.
بعيدا عن سياسي (الهَضْرَة لكبيرة ) التي كانت تؤثث البدايات لتثبيت قدم ساق داخل مكونات أغلبية مجلس جماعة مكناس. (الهضاضرية) و(الفهامية) كانوا يقررون ألاَّ منحة تُنَالُ من المجلس الحالي لأية جمعية (مهما كان شأنها) بدون مشروع متكامل (دفتر تحملات) ومتناغم مع نطاقات برنامج عمل الجماعة (2027/2022). لكن نقاط دورة أكتوبر طلعت علينا بمجموعة من النقاط التي تحمل لفظة (الشراكة بين…وبين…) وهو في الحقيقة المالية دعم ومنح مباشرة، ويكفي (الهضاضرية) في المجلس اللعب والتلاعب بالألفاظ. قد لا نُفسد عيد الشراكات والمنح لبعض الجمعيات ذات الأبعاد الاجتماعية والثقافية والرياضية، لكنا بحق نطالب بإرساء قواعد ومعايير منصفة لمنح الإعانات والمنح والدعم، لكل الجمعيات التي هي في أمس حاجة للدعم لإنجاز برامجها الاجتماعية والفنية والثقافية، و بعدها بيان تمفصلات الشراكات (الأداء/ الأثر/ الحكامة/ المحاسبة…).
هي مقدمة كان لا بد من ذكرها، لأن الغُبن يلحق مجموعة من جمعيات المجتمع المدني بمكناس النشيطة فعليا، والتي لا تنال غير دعوات الحضور لأنشطة، وتأثيث القاعات بالتصفيقات وأخذ الصور المليحة !! هي مكناس المدينة الوحيدة التي لن تنال البِرَّ من مجلسها الجماعي إذا لم تكن مستندا على ظهر من (الهضاضرية) و(الفهامية) الكبار في علم سياسة وتوزيع منح الريع (حلال).
من نزق السياسيين بمكتب مجلس جماعة مكناس، أن جميع الشراكات المعلنة ضمن نقاط دورة أكتوبر، لم يعلن عن قيمتها المادية، وبقيت الضبابية والتقديرات تلحق فهم المتتبع (شَحَالْ عَطَاوْهُمْ). من دغدغة مشاعر الساكنة وجمهور الكوديم في النقطة (43)، حين فصل المكتب النقطة بالتفصيل البياني والعددي (الدراسة والموافقة على تجديد اتفاقية الشراكة بين جماعة مكناس والنادي الرياض لكرة القدم مع الرفع من (سومة) الدعم المخصص لها (الضمير يعود للجمعية أم للنادي) إلى (3مليون درهم)، بمبرر معقول (نظرا للنتائج الجيدة التي حصل عليها فريق النادي الرياضي المكناسي لكرة القدم وصعوده إلى قسم النخبة الثانية !! وهو ما يقتضي توفير ميزانية عالية لتدبير الفريق والاستمرار في النتائج الحسنة !! وكأن مجلس جماعة مكناس يحمل قلما (أحمرا) و بات ينقط للأداء والنتائج (مقارنة مع الأداء الجيد لفريق النادي المكناسي للكرة الطائرة/ نيل البطولة ،كأس العرش المجيدة غير ما مرة) !!
إنها بحق مكافأة وليست بالشراكة، وهي حق من الحقوق الدستورية للكوديم لكرة القدم وغيرها من فرق المدينة الرياضية مهما كبرت أو صغرت، والتي لا تتطلب هذا الإطناب (الممل) في التفصيل (3 مليون درهم) وبيان السبب والدواعي لزيادة حجم الدعم !! فالنادي المكناسي لكرة القدم في ظل الإمكانات المحدودة يتطلب أكثر من هذا الدعم، وهذا ما يعتبره المجلس (؟؟) سخاء مسبوقا منه.
غير ما مرة أكدنا أن النادي المكناسي يتطلب المواكبة والاحتضان والرعاية وإصلاح الملعب الشرفي والبحث عن تخطيط وبناء الملعب الكبير بمكناس (استعدادا لكأس إفريقيا للأمم 2025). الكوديم قيمته التاريخية لا ترتهن بجودة النتائج، فالكرة لعبة فيها الخاسر والرابح، وفيها النازل والصاعد. فالدعم يجب أن يكون مؤسساتيا وفق مدونة الحكامة وتدبير الأولويات (القانون التنظيمي رقم 113.14 المتعلق بالجماعات). يجب أن يكون الدعم عادلا ولو بمعايير مختلفة للفرق الرياضية بالمدينة وبالتنوع العادل والمنصف. يجب أن يكون الدعم مستمرا وغير منقطع، وبالاستعجال وليس بالتقطير (حصة بعد حصة).