شارع فريد الأنصاري والجبل الذي تمخض عنه الترميم والتأهيل فقط.


محسن الأكرمين.

بعد زمن من التسويف والتعطيل، انطلقت الأشغال بشارع فريد الأنصاري (الزيتون سابقا). ولولا تدخل القوة الاقتراحية للسلطات الترابية (عامل العمالة) بمكناس برغبة التسريع، فقد يكون هذا الشارع في خبر التأجيل، وضمن السجال السياسي المقيت الذي لا ينتهي إلا بتكرار الوعود. شارع فريد الأنصاري، مقطع محوري من حيث الامتداد والارتباط بمقاطع الكبرى (حي الزيتون/ مرجان/ طريق الرباط قديما…). ومن حيث السيلولة التي يعرفها من المركبات (الحجم الكبير والصغير) خاصة في ساعات الذروة وغيرها، وكذا في الأيام التي تعرف فيها مكناس الملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب، إنه مقطع محوي يربط المدينة بمخارجها الكبرى (الغربية والشرقية والجنوبية).
لكن من الملاحظات التي تبقى وصفية تماما، وفي غياب اللوحات الاستشهارية التي قد تشير لما ينجز في الشارع من إصلاحات وهيكلة (المساحات/ التغييرات/ الجمالية البيئية/ مواقف السيارات…)، نلاحظ بالتتبع اليومي أن الشارع سيبقى على وضعيته القديمة من حيث المساحة ومواقف ارتكان السيارات. نلاحظ أن رؤية التوسيع (التثنية بين قصر أيام زمان بحدود ثانوية الزيتون التاهيلية) والتي كان يطالب بها الجميع تغيب عن هيكلة الشارع الموضعية (الوضع يبقى كما هو وبلمسات قليلة من التحديث). نلاحظ أن هندسة الشارع الإصلاحية أبقت على هوامش وامتدادات الطوارات كما كانت من قبل، واحترمت سياسة المقاهي التي تترامى على احتلال الملك العام المشرك !!
هو التخطيط السياسي الأعرج بمدينة مكناس، والذي يسير وفق توافقات (السياسة والمصالح البينية). هي الهندسة الاستشرافية، والرؤية المستقبلية التي تضيع في ظل الإبقاء على الشارع (كما هو) دون إحداث مواقف للسيارات، ومحاور وبدائل (مدارات) طرقية رديفة. هي سياسة التغاضي عن احتلال الملك العام علانية، و تجنب توحيد مسارات الراجلين في العلو والتكسية والتبليط المُماثل. عارٌ، ومن العيب أن نَصُبَّ كَمّا من المال العام في إصلاحات لا ترتقي إلى توسيع الشارع، وتغيير معالمه الكبرى (الهندسية والجمالية والبيئية).
ومن الملاحظات أن المجال الأخضر للشارع قد يضيع (شجرة التغزاز والتي تم غرسها زمن زيارة المرحوم الملك الحسن الثاني لمدينة مكناس)، وتبيت هوامش الشارع مشوهة وبدون غطاء نباتي، وقد ينتظر الشارع حيزا من الزمن للتعاقد مع مقاولة لإعادة تشجير حواشيه (في ظل غياب الرؤية البيئية) في الصفقات العمومية بمكناس.
حقيقة، صفقنا حين تم تدشين بدايات الأشغال. كانت بحق رؤيتنا تُوازي تشكيل شارع يماثل جمالية شارع بئر انزران، وشارع الجيش الملكي اللذين أشرف عليهما رئيس الجماعة الأسبق السيد عبد الله بوانو (المَعلمْ لكْبيرْ في السياسة)، لكن حين يوضع الطوار الجديد مكان الطوار القديم، فاعلم أن مكناس ترمم شارع فريد الأنصاري وتقوم بتأهيله فقط !!
انتهى زمن الصورة والبهرجة يوم الافتتاح، وانقضت الكلمات المليحة، ولم نلحظ أي مسؤول سياسي رسمي من الجماعة قام بزيارة لأوراش التأهيل وإعادة التشغيل (بالصورة والصوت والملاحظات). لم نلاحظ التتبع والضبط، وإمكانية التدخل لتغيير معالم شارع فريد الأنصاري كليا نحو الأفضل.

مقالات مشابهة