بلادي نيوز: عمر أعكيريش/ الضاوية دنان
كعروس ليلة زفافها، وبكل زينتها، استقبلت مدينة سيدي إفني زائريها الوافدين إليها من كل فج عميق لمتابعة مهرجان سيدي إفني الغني بفقراته المتنوعة والشيقة.. بحصانين عند مدخل المدينة، يعطيان للزائر عنوانا عريضا على شهامة وأنفة ساكنة المدينة حاضرة قبائل ايت باعمران الأبية، المشهود لهم بالفروسية والدفاع عن حوزة الوطن إبان فترة الاستعمار الإسباني، وهاهم الأبناء حملوا مشعل الآباء المجاهدين، وسلكوا سبل التنمية والتقدم والدفع بعجلة الرقي قدما، من خلال المساهمة في كل ما من شأنه إعطاء مكانة مميزة للمدينة والإقليم..
ويدخل مهرجان سيدي إفني ضمن خانة الأعمال الهادفة، والذي حوى بين فقراته ما يجسد الموروث الثقافي للمنطقة ” الفروسية والتبوريدة” حيث استقبلت ساحة العرض ” المحرك” ما يزيد على 10 سربات من الخيالة، يتحدرون من مناطق مختلفة، أبدعوا في رسم لوحات فنية، وأجادوا ” قرص” الطلقات أمام الخيمة الرسمية التي ضمت الوفد الرسمي، يتقدمهم عامل إقليم سيدي إفني الحسن صدقي، الذي لم يستطع الصمود أمام جمالية العروض، فأخرج هاتفه الجوال لالتقاط بعض المشاهد للذكرى والاستمتاع بخيول تثير النقع، ولسان حال الحضور يقول: ما عدمنا خيلنا، فقد أجادت وأبدعت، ورسمت صورا لمشاهد حقيقية أحالتنا على حفر حوافر الخيل لبصمات في ميدان المعارك، التي سالت فيها دماء الشهداء فداء للوطن..
إلى جانب الوصلات المقدمة من الخيالة، كان الهجن وراكبيه قد رسموا في افتتاح التظاهرة أبهى العروض واللوحات..
وللحس الاجتماعي حضور وازن ضمن برامج فعاليات مهرجان إفني من خلال تنظيم حملة للتبرع بالدم، أشرف على انطلاقتها بالمستشفى الإقليمي للمدينة، عامل إقليم سيدي إفني مرفوقا بوفد رسمي ضم كل من رئيسي المجلس الإقليمي والبلدي، وشخصيات عسكرية ومدنية، حيث وقف الوفد على حسن تسيير عملية التبرع بالدم، التي لاقت إقبالا محترما، بلغت 80 متبرع ومتبرعة، في جو استحضروا فيه جانب التكافل الاجتماعي، إيمانا منهم أن بعطاءهم ذلك يمكن إنقاذ حياة بشرية..
العروض الفنية المسائية استقطبت جمهور غفير، انخرط في ترديد أغاني مع فنانين مرموقين أشعلوا الحماس بأغاني رائعة ووصلات فلكلورية، أحياها كل من: فرقة أحواش عواد- مراد حيداس، عزيز أبعمران تيرس باند الحباب.. ليسدل الستار على فقرات اليوم الثاني من مهرجان إفني للثقافة والفن والرياضة..
