ككل سنة ورغم حملات التوعية، ومحاولات التأسيس للسلوكات المدنية تجاه كيفية تدبير مخلفات أضاحي عيد الأضحى من طرف الساكنة والشركة بعقد وميثاق أخلاقي، إلا أن نفس مشكلات مخلفات الأضاحي تبقى حاضرة بعشوائية في مطارح النفايات المنزلية (العادية والناشئة بذاك اليوم). فالإستراتيجية التي تضعها الشركة المكلفة بتدبير نفايات وبقايا ذبيحة (العيد الكبير) تتحدد في المداومة المستمرة، والرفع من خرجات وعدد الشاحنات لجمع النفايات وتحويلها نحو المطارح الجماعية، وكذا المداومة المحتسبة للعمال.
نعم، من الفضل وبالسبق إلقاء تحية شكر موصول لكل عمال النظافة باختلاف مراتبهم ومهامهم وصفاتهم. فهم بحق من يعيد التوازن البيئي للأحياء والمدينة في ظرف قياسي. وأخص بالذكر عمال شركة ميكومار مكناس (الزيتونة / حمرية/ الإسماعيلية)، والذين برهنوا بصدق أنهم كفاءة تدبيرية، وأيد تؤمن نظافة المدينة بسرعة وثقة متناهية.
حقيقة وصفية حتمية، فمن خلال المشاهدات لشوارع المدينة يوم العيد، فمكناس كغيرها من مدن المملكة تعيش (الفوضى) و (العشوائية) في رمي والتخلص من مخلفات الأضاحي، تعيش غياب الوعي من طرف العديد من الساكنة فيما يتعلق بكيفية التعامل مع بقايا
الأضاحي، حيث يتم التعامل معها وكأنها مخلفات عادية ويومية، في حين أنها بحق مخلفات ذات تفاعل سريع (الروائح الكريهة…) تستدعي الإحاطة بتدابير خاصة وبالسرعة المضبوطة. فرغم أكياس البلاستيك المخصصة لهذا اليوم (التوزيع المجاني من طرف الشركة المكلفة بالتدبير المفوض للنظافة بمكناس)، إلا أن (العشوائية) و(الفوضى) – بالنسبية والفرق بين الأحياء- في طرح النفايات تحضر يوم العيد، وكأن المواطن ينظف داخل منزله، ووسطه البيئي العام لا يهمه بتاتا !!
نعم، يتضاعف كم النفايات بالأطنان يوم (عيد الكبير) على الأيام العادية. يزداد حجم المسؤوليات ثقلا على العمال والشركة. يزداد الضغط في فترات معينة (يوم العيد)، فتصبح المدينة بؤرة للتلوث البيئي وكم (الروائح الكريهة) المتحورة. لكن، بمكناس كانت الطريقة الاستباقية للشركة المفوضة بتدبير قطاع النظافة (بمناطق حمرية والزيتونة والإسماعيلية مكناس) لها خطة محكمة التمفصلات من قبيل الرفع من أعداد الشاحنات والخرجات، ومن عدد العمال بالمداومة لتدبير وضعية يوم العيد الآنية بالسرعة والنجاعة والفعالية.
نعم، من حسن التخطيط أن تدخل شرطة البيئة والمياه على الخط يوم (العيد الكبير)، من خلال حملات تحسيسية ومدنية وقانونية، حملات سبقية وقائمة بالمداومة يوم العيد، حملات تتسم بالتوعية والتعبئة، وتحمل المسؤوليات القانونية من قبل المواطنين. من الأفضل تغيير ثقافة الذبح بالمنازل وفتح المذابح الجماعية بتوفير سيولة الذبح وحسن المعاملة والقيمة المادية المخصصة. من الأسلم إنشاء مراكز مؤقتة (جماعية) في بعض الأحياء ذات التجهيزات الناقصة، لأنها ستكون عملية ذات قيمة اجتماعية، وذات فاعلية للحد من تشتت نفايات بقايا الأضاحي على طول المدينة. من خطة التدبير الاستباقي استهداف النقط السوداء في المدينة أولا، وتعزيزها بحاويات النظافة (الكبرى). انتهى يوم (العيد الكبير)، بمكناس كمدينة نظيفة بفضل عمال راهنوا على كسب رهان (نعيدو بالصحة والراحة، ونخليو بيئتنا مرتاحة