بلادي نيوز: دنان الضاوية/خولة شباك
مع اقتراب تباشير فصل الصيف، تبتهج الأنفس وتتحرق شوقا لمعانقة المناطق الاستجمامية، بحثا عن الترفيه عليها وإزالة ما علق بها من ضغوطات وشوائب سنة بأكملها، يبقى الشاطئ أحد أهم الوجهات السياحية لفئة عريضة من المواطنين لتكاليفه المتاحة، بيد أن عملية ارتياده ومعانقة رماله والاستمتاع بها ليست متاحة للجميع خاصة على مستوى شواطئ اكادير..
ليس باليسر مما كان اجتياز رمال الشاطئ على فئة معينة من المواطنين، وهنا أعني أصحاب الهمم، خاصة ذوي الإعاقات الحركية، الغير قادرين على الاستمتاع بمياه البحر، اعتبارا أن اجتياز رمال الشاطئ ليس بالأمر الهين ولا اليسير، ما يجبرهم على الاكتفاء بمراقبة الأمواج والرمال من بعيد، أو الاستعانة بمن يرافقهم لحملهم وصولا إلى الشاطئ، الشيء الذي لا يرتضيه أصحاب الهمم جملة وتفصيلا، ويعدونه ضربة موجعة تصيب كرامتهم وكبرياءهم في مقتل..
إيمان من مدينة ايت ملول، عبرت عن أسفها العميق لغياب الممرات بشاطئ أكادير، مؤكدة أن صعوبات جمة تواجه ذوي الإعاقات الحركية أثناء ارتيادهم شواطئ أكادير، أين يجدون اجتياز الرمال شبه مستحيلا بعرباتهم المتحركة، ما يتطلب مساعدة المتواجدين المتعاطفين مع مثل هكذا حالات، الأمر الذي يتسبب ” حسب إيمان” بإحراج هي في غنى عنه، ما يدفعها لصرف النظر عن الفكرة من أصلها..
إيمان، عبرت للجريدة عن استغرابها من تجاهل المسؤولين بمدينة أكادير لهذه النقطة الحساسة وذات الأهمية القصوى، خاصة أن هذه الفئة لها كامل الحق في ارتياد البحر والاستمتاع بأوقات ترفيهية، وهذا لن يكلف الجهات المعنية ميزانية كبيرة – حسب قولها-
عبد الحميد من القليعة، صرح أن مرافقة أصدقائه للبحر أضحت مسألة شاقة ومحرجة بالنسبة إليه، معبرا عن امتعاضه لتجاهل المسؤولين على تدبير الشأن المحلي بالمدينة على إخراج مثل هكذا بادرة لا تكلف إلا اليسير من الميزانية، التي أغلبها تذروها رياح المهرجانات والمناسبات الفارغ مضمونها من أي محتوى هادف.. مضيفا أن الإحراج هو السمة الطاغية عند ارتياده البحر، فهو بحاجة دائمة إلى مساعدة الأصدقاء ليتمكن من ملامسة رمال ومياه البحر، ما يتطلب تفرغا كاملا من أصدقائه، وهو ما يشكل عبئا عليهم، ويفسد عليهم متعة الاستمتاع..
عبد الحميد، وقد بدت علامات الحسرة والأسى تعلو محياه، أردف قائلا: أن البحر في فصل الصيف يمثل المتنفس الوحيد لساكنة مدينة اكادير والمناطق المجاورة، بنسركاو، انزكان، الدشيرة، تراست، الجرف، ايت ملول… ومن ضمن من يبتغي الترويح عن النفس في فترة الصيف عبر ارتياد البحر، فئة ذوي الإعاقات الحركية، خاصة الذين لم يجدوا من بد سوى استعمال العربات المتحركة، ليبقى عدم وجود مسالك خشبية أو ما شابه ذلك لتسهيل عملية ولوج هذه الفئة لرمال ومياه البحر، يضرب في الصميم حقا من حقوقها المشروعة، ويحرمهم من الاستمتاع بزيارة البحر كباقي الخلق..
نتمنى أن يبادر المجلس البلدي لاكادير على غرار ما تم التخطيط له من توفير بيئة ملائمة لذوي الهمم في المنشآت التابعة لها، كالمباني والمنتزهات، من خلال إنشاء ممرات أو تجهيز المصاعد والحمامات خاصة بهم، أن تبادر إلى تخصيص ممرات عبر شواطئ مدينة أكادير تكون خاصة بالمعاقين حركيا..