بلادي نيوز: الضاوية دنان
حينما تنتفي الأخلاق، وتنعدم المروءة، وتتلاشى القيم، وتتهاوى المبادئ، فما علينا إلا أن نوطن أنفسنا، ونبني -مرغمين- قاعدة استقبال، تستطيع استيعاب حجم وهول صدمات قصص وحوادث يعجز اليراع عن بسط أحداثها وتفاصيلها استحياء وترفعا، قصص تمجها الأنفس، وحوادث لولا رسمية المحاضر المضمنة لتفاصيلها لما صدقها عقل ولا قبلها منطق..
بخطى ثقيلة، وأسئلة حارقة تتزاحم وتدور في خلده، يحاول إيجاد تفسير وأجوبة لها، فما استطاع، وجد نفسه أمام الباب الحديدي لمركز الدرك الملكي لبلفاع، حوقل، دفع الباب على استحياء، ودلف داخل المركز، وجد في وجهه دركي سأله عن مقصده ومرماه، بادره أنه يريد وضع شكاية بشأن خيانة زوحية، طرفاها أقرب الناس إليه، زوجته وأخيه، بدت علامات الحيرة وارتسمت على محيا الدركي ” المحرر للمحضر” وهو يتلقى تفاصيل الواقعة، غاص المشتكي في السرد، معلنا عن أدلة ثابتة ومقنعة تؤكد تورط من شاركه بطن أمه، وشربا من ثدي واحدة، وتلك التي يربطه بها عقدا يروم المساكنة والود والوفاء، وتقاسمه سقفا واحدا، في خيانة زوجية مكتملة العناصر والأركان، هدت أركانه وأوصاله، وجعلته يعيش جحيما لا يطاق..
تفاعلت العناصر الدركية مع الحادث بجدية قصوى، وبسرعة متناهية، وفي ظرف وحيز، كان على الطرف الآخر من مكتب الدركي المتهمان المفترضان، حاولا في بداية الأمر نفي ادعاءات الزوج، لكن أمام قوة الدلائل والبراهين، وبراعة المحقق، انهارا واعترفا بالمنسوب إليهما..
النيابة العامة أمرت بإخضاع الموقوفين لتدابير الحراسة النظرية من أجل استكمال الأبحاث والكشف عن ظروف وملابسات هذه الفضيحة التي هزت دوار امجاض التابع ترابيا لجماعة انشادن بإقليم اشتوكة أيت باها ضواحي أكادير، حيث كانت الحكاية، الفلتة، الاستثناء، ولا أخال أن أحدا من أبناء هذه المنطقة العفيفة يرضى أن تدنس قبيلته بمثل هكذا واقعة، لولا أن في أحايين كثيرة يحضر من يوسوس في النفوس الضعيفة ويسقطها في براثن الرذيلة ومستنقعات الفواحش ما ظهر منها وما بطن..
.
