هيئة التحرير.
لم يكن شعار”الجيل الأخضر لأجل سيادة غذائية مستدامة” للملتقى الفلاحي الدولي بالمغرب برسم سنة (2023) وليدة وعي فجائي أو صدفة، بل كان نتاج رؤية دولة تشتغل على الاستراتيجيات الكبرى، وتدعيم الأولويات الوطنية في أفق تحقيق (السيادة الغذائية المستدامة). وقد يفتح مفهوم (السيادة الغذائية) المجال الخصب للتفكير وتبادل النقاش (لقاءات المعرض والندوة الكبرى)، والمساهمة في إنتاج توصيات وخلاصات تحديث السياسات الفلاحية وعصرنتها.
فأهداف النقاشات العامة التي ستفتحها الموائد المستديرة داخل فضاءات الملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب، تركب على أمواج رفع التحدي الاستراتيجي والعملي، من أجل تدعيم تحقيق السيادة الغذائية (الأمن الغذائي الوطني)، عبر تثمين الإنتاج المحلي، وتعزيز الإدماج الاجتماعي للفلاحين والمزارعين والعمال الزراعيين، وتسهيل الولوج للتغطية الاجتماعية المعممة، وكذا تحسين البنيات التحتية القروية، وتوفير شروط عمل أفضل بفضل الأدوات التكنولوجية (قطب الآليات الفلاحية)، مع تكثيف الجهود في مجال تعزيز قدرات صغار الفلاحين من أجل توزيع للقيمة الإنتاجية بشكل عادل ومنصف (قطب التعاونيات والاقتصاد التضامني).
هي الصورة المتكاملة لرؤية الملتقى الأفقية، على اعتبار أن المعرض الفلاحي الذي يقام بمدينة مكناس، يعتبر من بين المحركات الأساس للتنمية الوطنية الشمولية في مجال الفلاحة (السيادة الغذائية المستدامة). فالسيادة الغذائية ليست سلسلة من الحلول التقنية، وإنما هي آلية نشطة من العمل التكاملي المندمج، ودعوة موجهة لجميع المتدخلين من أجل توزيع التنظيم العلمي والعملي، وإعادة التفكير الجماعي في طرق تدبير الإنتاج الغذائي والفلاحي، والتوزيع، والتجارة، واستعمال الأرض، والموارد المائية.
من تم، فالملتقى الفلاحي تجمع دولي عملي وعلمي في مجالات التعدد الوظائفي والمتدخلين في القطاع، وهذه هي القيمة الأساسية، والرافعة الركيزة للالتزام بشروط تحقيق (السيادة الغذائية المستدامة)، مع احترام تام للزراعات المحلية (المعيشية) والمهارات الاجتماعية المتراكمة، والبيئة المجالية للأوساط الفلاحية والموارد الزراعية.
وقد تستهدف الحوارات داخل فضاءات اللقاءات العلمية (الندوات) حول عدة محاور رئيسية، لإعطاء القطاع الفلاحي دينامية جديدة متطورة ومتوازنة بمراعاة الخصوصيات البينية، وتثمين استثمارات الهوامش بالمواكبة والدعم والمصاحبة الإرشادية، ومواجهة الرهانات المعاصرة للحفاظ على التوازنات السوسيو- اقتصادية، وكذا مواكبة التحولات العميقة التي يعرفها قطاع الصناعات الغذائية.
وتتمحور الإستراتيجية الطموحة من خلال لقاءات وشراكات الملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب، حول تثبيت المقاربة الشمولية والإدماجية لكل الفاعلين بمختلف توجهاتهم في القطاع الفلاحي والزراعي. هذه لإستراتيجية ترتكز على دعامتين أساسيتين في أقطاب الملتقى المتنوعة : الفلاحة العصرية والفلاحة التضامنية، وتهدف دعامة الفلاحة العصرية إلى تنمية فلاحة متكاملة، تستجيب لمتطلبات السوق، وذلك من خلال انخراط القطاع الخاص في استثمارات جديدة ومنصفة (الآليات/ وسال العمل…)، في حين أن دعامة الفلاحة التضامنية ترمي بالأساس إلى محاربة الفقر في العالم القروي، وتحسين دخل الفلاحين الصغار( قطب التجديد والمواكبة).
ويرجى عموما من أثر الملتقى الفلاحي الدولي بالمغرب أن يكون (براق) التنمية الفلاحية الوطنية عموما، من خلال المساهمة في نمو الاقتصاد المغربي، وخلق طبقة فلاحية متوسطة.
(يتـــــــــــــــــــــــــــــــــــبع ج 4)