الاقتصاد والمال
الدار البيضاء، 22 فبراير 2023 (ومع) اعتبر المشاركون في حلقة نقاش ن ظمت، اليوم الأربعاء بالدار البيضاء، في إطار منتدى “أفريكا 21″، أن تمويل المقاولات الصغيرة جدا والصغرى والمتوسطة يعد عاملا رئيسيا لتحقيق التنمية المستدامة والنمو الاقتصادي.
وشكل هذا اللقاء، المنظم حول موضوع “مناخ الأعمال في إفريقيا: من أجل إطار ملائم لتطور المقاولات الصغيرة جدا والصغرى والمتوسطة”، فرصة لتسليط الضوء على دور المقاولات الصغرى والمتوسطة في تعزيز التنمية المستدامة للاقتصادات، نظرا لقدراتها على خلق القيمة المضافة من خلال تقديم الحلول التي تلبي احتياجات الأسواق ومشاكلها، وبفضل قدرتها على إحداث فرص الشغل.
ومن جهة أخرى، أثار المتدخلون أوجه القصور الهيكلية التي تعاني منها المقاولات الصغرى والمتوسطة، والتي تؤدي إلى ضعف القدرة على البقاء وتقلل القدرة التنافسية لهذه المقاولات.
وأشاروا إلى أن عولمة الأسواق الاقتصادية وتسريع التحول التكنولوجي والتحديات المتعلقة بالحصول على التمويل اللازم لتحقيق أهداف التنمية المستدامة تمثل من بين عوامل أخرى، الإكراهات التي تضعف المقاولات الصغرى والمتوسطة.
وفي معرض التطرق للتحديات القارية في مجال النمو الاقتصادي، أكد المشاركون إسهام ممارسات الاستدامة في تعزيز مكانة المقاولات الإفريقية على الساحة الاقتصادية العالمية، مشيرين إلى تنامي عدد المقاولات الصغرى والمتوسطة التي تحرص على إدراج مفاهيم الاستدامة والممارسات الخضراء في أنشطتها الاقتصادية الأساسية.
وفي هذا الصدد، أكدت أبيولا دابيري، نائبة الرئيس والأمينة العامة لمجموعة “أفريكا فاينانس كوربوريشن” (Africa Finance Corporation)، أن المقاولات الصغرى والمتوسطة أضحت تحظى، خلال العقود الأخيرة، بتقدير أكبر في ما يتعلق بدورها في التنمية الاقتصادية.
وأضافت أن “الحكومات كانت تركز في الماضى على المصالح الاقتصادية أكثر من الجوانب الاجتماعية. أما اليوم فإنها تركز على احتياجات المجتمعات، ومن ثم يأتي تشجع السلطات العمومية للمقاولين ودعم المقاولات الصغرى كاستراتيجية إنمائية نظرا لأثرها في خلق فرص الشغل والحد من الفقر”، داعية إلى النهوض باستراتيجيات التكامل الشامل.
ومن جهته، أوضح إرنست سيزار دوليفيرا، رئيس نادي الأعمال الإفريقي في فرنسا (African Business Club)، أن ولوج الشباب إلى سوق الشغل كل سنة يمثل فرصة وتحديا على حد سواء، لا سيما من حيث الاندماج في سوق الشغل، مبرزا أن المشاركة في التعليم الرسمي والعالم المهني يعتبران تفاعلا معقدا نوعا ما.
ودعا إلى تكوين أفضل للشباب على الصعيد القاري، بغية تمكين المقاولات من استقطاب اليد العاملة التي تلبي احتياجات النمو المذكورة والأهداف الإنمائية للدول.
وفي نفس السياق، أوصى عبد القادر الخصاصي، نائب الأمين العام والمكلف بالتنمية الاقتصادية والتوظيف في الاتحاد من أجل المتوسط بإسبانيا، الاقتصادات الإفريقية بتنفيذ سياسات تروم تحسين تنمية الرأسمال البشري، وتعزيز تكوين وخبرات الشباب في المجالات التي تهم البنية التحتية، وذلك بهدف تحسين قدرة البنية التحتية على تحفيز النمو الاقتصادي.
كما سلط الضوء على إمكانات القارة من حيث التصدير وأهمية بلورة الرؤى المستقبلية في تعزيز القدرات الاقتصادية للدول الإفريقية، ولا سيما من خلال البنية التحتية التي يمكن أن تشكل عقبات تعترض الصادرات وتحد من جاذبية الاستثمارات.
ومن جانبه، لفت بيير جوزيف كينجبو، المدير العام لشركة “غرين إنفست إن أفريكا” (Green Invest in Africa) في كوت ديفوار، إلى المكانة الحاسمة التي يحظى بها التمويل الأخضر اليوم في الأسواق المالية والسياسات العمومية، مشيرا إلى أن الدعم المالي الممنوح من أجل الانتقال إلى تنمية اقتصادية مستدامة يواجه تحديات مختلفة.
وقال إن حصول المقاولات الصغرى على تمويل المناخ مازال يمثل تحديا كبيرا، خاصة وأن التمويل المستدام يتطلب تقليل الانبعاثات، وهو ما يستدعي بدوره خبرة مناخية وحسابات تشكل عقبة أمام المقاولات الصغرى والمتوسطة، مشيرا إلى أن تمويل المقاولات الصغرى عادة ما يتعارض مع المشاريع التي تدر عوائد خاصة غير كافية لضمان “قابلية الاستثمار”.
وتعد النسخة الأولى من منتدى “أفريكا 21″، المنظم من طرف “نيوز كوم أفريكا هولدينغ” تحت شعار: “رؤية صاحب الجلالة الملك محمد السادس لإفريقيا صامدة وذات سيادة في ما يتعلق بالأمن المائي والطاقي والغذائي”، بشراكة مع وزارة التجهيز والماء، موعدا سنويا جديدا يهتم بإفريقيا وبالتحديات والرهانات الجديدة للقارة الإفريقية، ويسعى لأن يكون منصة مرجعية للمواضيع المتعلقة بالصمود والأمن الغذائي في شتى جوانبها.