في مدينتي لازالت ذات الموضوعات تتكرر ونحن نتحدث تثمين التراث”بالملاسة” ولا نفقه البتة في التاريخ والبدايات. في مدينتي يصدر أنين انحباس حلم المستقبل في زاوية حادة على مدى الأجيال القادمة مادام الجيل القديم أصبح من عينة “بيريمي”. في مدينتي انحسار التفكير الجماعي بالتقوقع النفعي كان زكاة خلافاتنا بالثمن لا بالعشر. في مدينتي حين تكتب بحب البهتان والتيهان تلقى المعجبين يوزعون عليك”جيم ” بالعطاء الوفير وكلام مديح. في مدينتي لا نستفيق نهارا ويمكن أن نصنع الحدث ليلا وتلوكه الألسن النتنة. في مدينتي لا نبحث عن الحاضر والمستقبل بل نعيش مع مآسي وألم التاريخ بحروف الجر كلها. في مدينتي حياة الحرية يتيمة الكرامة ولا نستفيق لها نهوضا، بل نلازم لغة ألسن الطواحين الهوائية الكبرى. في مدينتي يسقط حلم الحب وتبقى بشاعة الحقد قائمة. في مدينتي لن تعيش الهذيان من شدة حرارة الجسم، بل يمكن أن تعيش الهذيان من سوء وضعيتها الاجتماعية والسياسية والمدنية. في مدينتي يمكن أن تعيش زمن الأصنام التي لا تتكلم البتة، بل تدبر عش العنكبوت الذي ضرب على الانبعاث بالنسج الوضيع. في مدينتي نبتسم للجميع ونبكي خفية، و يمكن أن نختلس النظر من تحت النظارات السميكة دون قراءة المعودتين. في مدينتي يمكن أن تنزل ساحة الحرب الدروس بدون أسلحة فتاكة، ولكن بولاءات الزعامات القائمة. في مدينتي أفضل هبة من الله أننا نتناسى يومنا وطعامنا عند غروب كل شمس ونخلد لنوم الفائزين. في مدينتي نعمة النسيان أضحت تبدع لنا إستراتيجية التخلي عن أفق الحاضر و حلم المستقبل. في مدينتي نبتهج بخبر المرض والوباء ونرحب بقدومه بالسبق والتسابق ولا نقدر على تسويق الصحة ونشوة ذات مدينة سالمة.
24 ساعة
مواقيت الصلاة
الطقس