بقلم يوسف القاضي
على بعد 30 كيلومترا، من مركز مدينة تنغير، وبالضبط في قرية آيت الفرسي التابعة إداريا لقيادة تغزوت إقليم تنغير، هناك رأت النور الفنانة التشكيلية العصامية الشابة أسماء المجاني، قبل حوالي عشرين ربيعا.
والتحقت أسماء، كنظيراتها من فتيات القرية، الى مجموعة مدارس صاغرو، حيث ولجت القسم الابتدائي الاول بمركزية ايت الفرسي، ومن حسن حظها انها بعد الحصول على شهادة المستوى السادس ابتدائي، حينذ كان قد تم بناء الثانوية الإعدادية ايت الفرسي، بمركز القرية، وإلا كانت ستنقطع عن الدراسة كما جرت العادة في القرية، حيث اقصى ما يمكن ان تصله اي فتاة في القرية هو السادس ابتدائي، لعدة اعتبارات، اولها بعد الاعدادية عن الدوار باكثر من 30 كلم، وثقافة المجتمع، التي ترى ان المكان الطبيعي للفتاة هو البيت الزوجية.
التحقت الفنانة الصغيرة، بالثانوية الاعدادية ايت الفرسي، حيث اتمت السلك الإعدادي، قبل ان تغادر عالم الدراسة، الى عالم الفن التشكيلي، لعدة أسباب.
ومع الفراغ الذي تعيشه أسماء، بعد انقطاعها عن الدراسة، حاولت ان تشغل نفسها، بالريشة وألواح الرسم، فاعتزلت العالم الخارجي، لتنهال وتغترف من بحر الفن التشكيلي هناك، وتصقل موهبتها التي برزت منذ بداية نعومة أظافرها.
توالت الايام، والشهور والسنوات، فاستطاعت الفنانة الشابة ان تطور ملكتها في الرسم، وأبدعت اناملها الصغيرة، وتكلمت بلغة الألوان، وحاورت الاوراق البيضاء، والالواح الخشبية في المرسم، متوسلة في ذلك مواد بسيطة، لكن ذات قيمة أكبر، وبتشجيع عائلي كبير، واصدقاء وفاعلين جمعويين من البلدة، رسمت دربها الطويل في عالم بيكاسو، وديفانشي…
طموح أسماء:
لايزال الطموح يكبر بداخل الفنانة العصامية، للوصول للعالمية، وعرض لوحاتها بمعارض دولية، فهي التي وهبت كل وقتها للمرسم، تناجي الألوان كل حين، وتبدع من هنا وهناك لوحات وتحف خالدة.
فهي تمني النفس، أن تتاح لها فرصة وطنية ولما لا عالمية من أجل ايصال لوحاتها ورسالتها الفنية الى أقصى بقاع المعمور، ويتعرف الجمهور، ومحبو الفن التشكيلي، على ابداعاتها، ولوحاتها التي تفوق المئات..
تعددت اللوحات الفنية التي اشتغلت عليها أسماء، حيث رسمت بورتريهات لشخصيات وازنة، في عالم السياسة، والفن السابع، والرياضة، وغيرها…كما ان للطبيعة نصيب اكبر في مرسمها، وفي اشتغالها، حيث تفننت في نسج خيوط الألوان، لتزهر ربيعا جميلا ينطق شعرا أخاذا من لوحاتها…
تعلق اسماء بالطبيعة، ليس وليد الصدفة، حيث خصصت مساحة أكبر في مرسمها للطبيعة، كيف لا وهي ابنة الجبل، والربى والبادية، وجبال الاطلس الصغير التي تحرس بلدتها منذ الأزل.