متابعة محسن الأكرمين.
لم تكن تخمينات الجميع ولا تصوراتهم التكهنية، أن يسقط النادي المكناسي في ميدانه في أول هزيمة له في هذا الموسم بحصة (1/2). بحق لم تكن مباراة اتحاد تمارة في المتناول بلا جهد وبلا عزيمة قوية وحربية في اللعب، لم تكن النتائج السبقية لاتحاد تمارة تعكس المستوى الحقيقي للفريق (2ن)، بل كانت المباراة من نوعية السهل الممتنع، وحتى في استحضار كل المباريات التي أجراها النادي المكناسي ضد اتحاد تمارة فالكفة كانت تميل لهذه الأخيرة بالمقايسة، وغالبا ما يغير جلد لعبه أمام الفريق المكناسي، ويلعب بقتالية غير معهودة.
حقيقة لن نقوم بتشريح المقابلة وتفكيك هفوات الهزيمة، فالمدرب الحسين أوشلا أدرك الأمر بتلك التركيبة التي دخل بها الفريق أولا، ولم يقدر على استدراك (الهزيمة غير المنتظرة) ولو بتلك التغييرات الكثيفة والمتقاربة في الشوط الثاني، والتي حتى هي أفسدت ما تبقى من المباراة (غياب التركز). لكل فرس كبوة، ولن نلقي اللوم لا على اللاعبين، ولا على المدرب والفريق التقني، ولا حتى على المكتب المسير، بل نقول: هي اللعبة التي تحتمل الخسارة كما تحتمل الهزيمة، واليوم ضد اتحاد تمارة كان النادي المكناسي في أسوء أحواله، وقضى الشوط الثاني كساعة في جحيم الملعب الشرفي الخاوي من المشجعين.
نعم، كل المقومات الأساس بات فريق النادي المكناسي متمكنا منها وكفاية بالحد الأدنى، وحتى الاستقرار المادي والنفسي فالمكتب يكافح لأجل الاستمرارية، وتدبير الوضعيات المالية الصعبة. فالهزيمة (1-2) لن تكون مثل تلك المرآة التي تعكس منتوج النادي المكناسي البخس، بل في تقديرنا هي سحابة الدورة الرابعة التي أخفق فيها النادي في ميدانه، ويمكن اعتبارها فرصة إيجابية للإقلاع من شتى المشاكل، وتجنب عدم التكرار. نحن لا نبرر الهزيمة دفاعا. نحن لا نبحث عن تسويغات تستثني المساءلة عن أسابا الهزيمة، بل نريد دعم النادي في ساعة الفرح وتحقيق النتائج الايجابية بالتراكم الكمي، ونترك لمكونات النادي وضع نقطة والحديث عن أساب هزيمة غير منتظرة بتاتا. نحن نعمل على لملمة الهزيمة باعتبارها معطى احتمال يمكن أن تسقط فيه أقوى الفرق. لذا لا بد من أخذ العبرة وعدم الاستسلام للسلبية والرأي التقديحي.