مع ارتفاع أعداد الإصابات الجديدة بفيروس كورونا وبطء حملات التطعيم، تستعد دول أوروبية لموجة ثالثة من الجائحة. ورغم اشتداد الأزمة الصحية علقت العديد من الدول الأوروبية استخدام لقاح أسترازينيكا نتيجة مخاوف من تسببه بجلطات.
أرغمت موجة ثالثة من الإصابات بفيروس كورونا إيطاليا على تجديد الإغلاق يوم الاثنين (15 آذار/مارس) وأثارت مخاوف في ألمانيا وفرنسا أيضاً التي قد تلجأ مجدداً إلى فرض قيود.
ففي إيطاليا حيث تخطى عدد الوفيات 100 ألف، صنفت معظم المناطق اعتباراً من الاثنين في “المنطقة الحمراء” حتى السادس من نيسان/أبريل بما يشمل عيد الفصح. وستغلق المدارس والمطاعم والمتاجر والمتاحف في غالبية مناطق البلاد.
أما في ألمانيا، دعت الجمعية الألمانية لأطباء العناية المركزة اليوم الحكومة إلى العودة الفورية للتدابير الصارمة لاحتواء الموجة الثالثة من كوفيد-19، بعد أن قامت السلطات بتخفيفها. وقال كريستيان كارايانيدس المدير العلمي للجمعية “استنادًا إلى البيانات المتوفرة لدينا وبسبب انتشار الفيروس المتحور البريطاني، فإننا ندعو بشدة إلى العودة إلى الإغلاق الآن للحد من موجة ثالثة قوية”.
ولا تزال قيود صارمة مفروضة في ألمانيا، لكن أعيد فتح الحضانات والمدارس منذ نهاية شباط/فبراير. ودعا حزب المستشارة أنغيلا ميركل الاثنين إلى “تحسين” السلطات لإدارة الأزمة الصحية.
وقال الناطق باسم الحكومة شتيفن زايبرت الإثنين: “لدينا ارتفاع كبير في عدد الإصابات وعلينا التحرك على هذا الأساس، أي تطبيق اتفاق 3 آذار/مارس ليس فقط في إجراءاته المريحة وإنما أيضاً بفقراته الصعبة”. ففي ثلاث مقاطعات هي تورينغن وساكسونيا وساكسونيا-أنهالت تجاوز معدل الاصابات عتبة المئة، لكل 100 ألف شخص. وهذه العتبة الرمزية مهمة جداً لأنها تؤدي تلقائياً إلى إعادة فرض القيود، إذا تجاوزت مئة لكل مئة ألف نسمة على مدى سبعة أيام.
وكان لوثار فيلر، مدير معهد روبرت كوخ للأمراض المعدية، قد حذّر الخميس الماضي بأن “الموجة الثالثة بدأت بالفعل في ألمانيا”.
أما فرنسا التي تخطت السبت عتبة 90 الف وفاة، فتعتزم إجلاء حوالى مئة من مرضى كوفيد-19 هذا الأسبوع من المنطقة الباريسية حيث بلغت أقسام الإنعاش في المستشفيات قدرتها الاستيعابية القصوى تقريباً. وأعلن الرئيس ايمانويل ماكرون أنه “في الأيام المقبلة ستتخذ على الأرجح قرارات جديدة” لمكافحة تفشي الوباء.
وفي النروجأعلن ريمون يوهانسن رئيس بلدية العاصمة أوسلو اليوم الاثنين البدء في تطبيق تدابير أشد صرامة لاحتواء الموجة الثالثة وقال “ليس هناك شك في أننا نواجه موجة ثالثة من العدوى. ولكن هذه المرة الأمر مختلف لأننا نواجه سلالة متحورة من الفيروس وهي أشد انتشارا للعدوى”.
تعليق استخدام لقاح أسترازينيكا
ورغم اشتداد الأزمة الصحية، علقت ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وسلوفينيا وإسبانيا الاثنين احترازياً استخدام لقاح أسترازينيكا بانتظار توصية الوكالة الاوروبية للأدوية. وتكون بذلك حذت حذو عدة دول قلقة من آثار جانبية محتملة كمشاكل في التخثر أو تشكل جلطات دموية.
وبعد هذه القرارات، أعلنت منظمة الصحة انها ستعقد “اجتماعاً استثنائياً” الخميس حول هذا اللقاح مشددة على أن منافعه لاتزال أهم من مخاطره. وتصر شركة أسترازينيكا وجامعة أوكسفورد التي شاركت في تطوير اللقاح على أن لقاح أسترازينيكا “آمن”.
وكانت هولندا وإيرلندا اتخذت الأحد الخطوة نفسها بعد أن أبلغت النروج عن أربع إصابات جديدة خطيرة بجلطة دموية لدى راشدين تلقوا اللقاح. وكانت النروج علقت استخدام اللقاح الأسبوع الماضي تماماً كالدنمارك وأيسلندا وبلغاريا. وتخطت أوروبا، القارة الأكثر تضرراً جراء الجائحة، عتبة الاربعين مليون إصابة اليوم الاثنين، كما تسجل زيادة مضطردة في عدد الإصابات الجديدة.
م.ع.ح/ع.ج.م (د ب أ ، أ ف ب، رويترز)