هل سيتم وأد مهرجان وليلي لموسيقى العالم التقليدية في دورته 21؟
قد لا نختلف البتة إن سجلنا أن مهرجان وليلي لموسيقى العالم التقليدية قد اكتسب قيمة نوعية مضافة بالأثر والأداء على الصعيد المحلي بمكناس، كما على الصعيد الجهوي، والوطني والدولي، باعتباره ملتقى حوار الثقافات، وتلاقح الفنون الوطنية والعالمية. وقد راكم مهرجان وليلي لموسيقى العالم التقليدية تراكما كميا من حيث عدد الدورات (الدورة 20/2019)، و من حيث تنويع أداء الدورات بالتطوير التصاعدي. أما من جوانب قوته الثقافية والفنية والرمزية، فقد نال شرف التنظيم تحت الرعاية السامية الملكية، وشكل مهرجان وليلي لموسيقى العالم التقليدية قوة ناعمة بالنسبة لمدينة مكناس، وزكى الاشتغال على تثمين تراثها المادي واللامادي.
مجموعة من المهرجانات بربوع المملكة استعادت عافيتها وحيويتها، وبرمجتها التنظيمية، بعد التوقف الاضطراري بسبب جائحة (كوفيد 19). لكـن وللأسف، بقي مهرجان وليلي الدولي لحد الآن في خبر(كان) الاستنكارية !!! فهل حقا سيتم وأده مثل غيره من المهرجانات التفاعلية؟ أم ستصدر مديرية الثقافة بمكناس بلاغا توضح لنا ما مصير مهرجان وليلي لموسيقى العالم التقليدية ؟
مهرجان وليلي لموسيقى العالم التقليدية كان يعتبره المنظمون حدثا ثقافيا (مديرية الثقافة بمكناس). كان يحمل بصمة التميز ضمن المهرجانات المتنوعة المقامة من طرف وزارة الشباب والثقافة والتواصل على الصعيد الوطني. مهرجان وليلي لموسيقى العالم التقليدية من بين مؤشراته الكبرى مد جسور العلاقة بين الماضي والحاضر والمستقبل، وانفتاح المدينة على عوالم فنية عالمية أخرى. مهرجان وليلي لموسيقى العالم التقليدية كان يجعل من الثقافة والفن الكونيين بمكناس حضور التعدد والتنوع. مهرجان وليلي لموسيقى العالم التقليدية كان يتخذ من تيمة الانفتاح والتسامح والحوار الجمالي رمزا حصينا بين فناني العالم، وهدفا أساسيا له. هو كان بحق مهرجان فن وتراث من تنظيم وزارة الشباب والثقافة والتواصل، بتنسيق بين المديرية الجهوية للثقافة والمديرية الإقليمية للثقافة بمكناس، فأين اختفى التفكير في تنظيمه؟ وهل حقا بات مهرجان وليلي لموسيقى العالم التقليدية في خبر كان؟
أين هو اليوم مهرجان وليلي لموسيقى العالم التقليدية لموسيقى العالم التقليدية، بعد هذا التغييب؟ هل هي نبوءة تدني الفعل الثقافي والفني بمكناس، والخلافات الدائرية داخل مديرية الثقافة؟ هل نهاية مهرجان وليلي لموسيقى العالم التقليدية تماثل نهاية مهرجان (جماعة) مكناس؟ من بين المعطيات التي نوردها للضبط، ومساحة الرؤية، فقد سجل تقرير النموذج التنموي للمغرب (في أفق العام 2035) ملاحظات وجيهة، حيث لا يزال الاهتمام بالمهرجانات الموسيقية، بعيدا عن أن يمثل سياسة عامة متكاملة للتنشيط الثقافي في الميدان (نموذج مهرجان وليلي لموسيقى العالم التقليدية / مهرجان (جماعة) مكناس/ مهرجان رأس السنة الأمازيغية). ونبه التقرير الموسع للنموذج التنموي القول، فعلى الرغم من”الدعم الملحوظ لتنظيم تظاهرات وفعاليات وطنية ودولية… غير أن هذه العناية لم تتم بلورتها كسياسات عمومية، كما يدل على ذلك ضعف الموارد المالية والبشرية المخصصة لها”.
قد تكون الجهة التي لم تنخرط بعد في دعم المهرجانات. قد تكون الجهة تبحث (فاس مكناس) عن صياغة رؤية جديدة، ودفتر تحملات تعاقدي للدعم الفني والثقافي، ولكن هذا لن يمنعها من دعم مهرجان وليلي لموسيقى العالم التقليدية باعتباره موروثا ثقافيا وفنيا ( وصل حد الدورة 21). نكرر بلا مانع القول، فمن غيرتنا على مهرجان وليلي لموسيقى العالم التقليدية تحصين مكتسبات المهرجان الماضية، من غيرتنا على وليلي كبنية تراثية وذاكرة عالمية، كان لزوما التفكير منذ الدورة الأولى في إنشاء أكاديمية للدراسات الموسيقية والثقافية والفنية على صعيد منطقة وليلي. من غيرتنا على وليلي ومهرجانها إنشاء مسرح على بوابتها وفاء للمهرجان الذي يقام تحت الرعاية السامية لجلالة الملك، كعربون وفاء يستجيب لتطلعات الفعاليات الثقافية والطاقات الإبداعية بالمنطقة، للارتقاء بمستوى الوعي الثقافي والفني، ودعم المواهب الإبداعية. من غيرتنا على مهرجان وليلي نقل جزء منه من مستوى منصات الغناء نحو الدراسات الثقافية التي تحتفي بالموروث الأثر العالمي للفنون والثقافة الموسعة البديلة.
متابعة للشأن المكناسي/ محسن الأكرمين.