BELADINEWS.MA
*امحمد بن عبد السلام*
تُعتبر الصناعة التقليدية من أهم الركائز الاقتصادية والثقافية في المغرب، لما تحمله من قيمة تراثية وهوية وطنية تسهم في تعزيز الاقتصاد الاجتماعي والتضامني. فهي ليست مجرد نشاط إنتاجي، بل منظومة ثقافية تعكس عبقرية الإنسان المغربي في الإبداع والإتقان، وتشكل رافعة حقيقية للتنمية المحلية والمستدامة.
وفي هذا السياق، احتضنت مدينة أرفود فعاليات المعرض الإقليمي للصناعة التقليدية لسنة 2025، الذي نظمته غرفة الصناعة التقليدية لجهة درعة تافيلالت بتعاون مع المديرية الإقليمية للصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني بالرشيدية، وبتنسيق مع شركاء مؤسساتيين محليين وجهويين. وقد تميز هذا الحدث بمشاركة أزيد من 97 عارضاً وعارضة يمثلون مختلف أقاليم الجهة وعدداً من جهات المملكة الأخرى، ما يعكس البعد الوطني للتظاهرة.
تنوعت المعروضات المقدّمة لتشمل مجالات متعددة من الإبداع الحرفي، مثل الزرابي والفخار والخزف والنقش على الخشب والنحاس والمنتوجات الجلدية والنسيج والحلي التقليدية، إلى جانب منتجات طبيعية ووَحَاتية تمزج بين الأصالة والابتكار.
هذا التنوع أغنى المعرض وأضفى عليه بعداً فنياً واقتصادياً، وجعل منه فضاءً مفتوحاً للتبادل الثقافي والتجاري بين الحرفيين من مختلف مناطق المغرب.
وفي كلمة بالمناسبة، أكد السيد جدية عبد الواحد، نائب رئيس غرفة الصناعة التقليدية بالرشيدية، أن هذه المشاركة الواسعة تعكس حيوية قطاع الصناعة التقليدية وإصرار الحرفيين على تطوير مهاراتهم وتسويق منتوجاتهم داخل سوق وطني تنافسي. وأضاف أن المعرض يشكل منصة مهمة لتقاسم التجارب بين الحرفيين، وفرصة لعقد شراكات اقتصادية تُسهم في خلق القيمة المضافة ودعم التنمية المحلية.
ويرى المتتبعون أن مشاركة هذا العدد الكبير من العارضين والعارضات، القادمين من جهات متعددة، تعكس الاهتمام المتزايد بالصناعة التقليدية كمجال واعد لخلق فرص الشغل وتمكين النساء والشباب اقتصادياً. كما تُبرز الدور المحوري للمرأة الحرفية المغربية التي استطاعت أن تجمع بين الإبداع والإنتاج والمساهمة في تحقيق التنمية الاجتماعية داخل الوسطين القروي والحضري.
ويُجمع المراقبون على أن هذه التظاهرة تمثل نموذجاً للتكامل بين البعد الاقتصادي والثقافي، إذ تُمكّن من إبراز المهارات التراثية الأصيلة للمملكة في سياق حداثي متجدد، وتعزز في الوقت نفسه التبادل الثقافي والاقتصادي بين مختلف الجهات المغربية.
وبذلك، يرسّخ المعرض الإقليمي للصناعة التقليدية بأرفود مكانته كمنصة وطنية تحتفي بالموروث الحرفي المغربي، وتؤكد أن الصناعة التقليدية ليست فقط ذاكرة الماضي، بل أيضاً أفق المستقبل والتنمية.





