BELADINEWS.MA
هيئة التحرير
شهدت منطقة كامتشاتكا الواقعة في أقصى شرق روسيا، صباح اليوم الخميس، زلزالاً عنيفًا بلغت قوته 8.7 درجات على سلم ريختر، ما أثار حالة من الهلع بين السكان المحليين، وأدى إلى تفعيل أنظمة الإنذار المبكر بوقوع موجات تسونامي على طول سواحل المحيط الهادئ.
ووفقًا لهيئات الرصد الجيولوجي الروسية والدولية، فإن الزلزال وقع في عرض البحر، على بعد حوالي 120 كيلومترًا جنوب شرق مدينة بيتروبافلوفسك-كامتشاتسكي، وعلى عمق يقارب 19 كيلومترًا، مما ساهم في اتساع نطاق تأثيره.
وقد سجلت أجهزة الرصد بالفعل موجات مدّ بحري (تسونامي) تجاوز ارتفاع بعضها خمسة أمتار في بعض مناطق الساحل الروسي، خاصة في بلدة سيفيرو-كوريلسك، حيث تم الإبلاغ عن فيضان الميناء وتضرر عدد من البنايات والمنشآت الحيوية، منها مصنع لتحويل الأسماك. ورغم ضخامة الحدث، أفادت السلطات بعدم تسجيل أي خسائر في الأرواح، مع تسجيل إصابات طفيفة فقط جراء عمليات الإخلاء العاجلة.
وبحسب تقارير رسمية، فقد تم إجلاء أكثر من 2700 شخص من المناطق المهددة، في حين رفعت الحكومة الروسية حالة الطوارئ في عدة مناطق ساحلية. وقد شددت السلطات على أن الوضع تحت السيطرة، إلا أن حالة التأهب لا تزال سارية تحسبًا لأي موجات لاحقة.
الزلزال لم يقتصر تأثيره على روسيا فقط، بل تسبب في إطلاق تحذيرات واسعة من تسونامي في عدد من الدول المطلة على المحيط الهادئ، منها اليابان والولايات المتحدة وكندا والفلبين. ففي اليابان، وصلت موجات بلغ ارتفاعها نحو 30 سنتيمترًا إلى سواحل هوكايدو، في حين تم إجلاء آلاف المواطنين من المناطق الساحلية تحسبًا للأسوأ.
وفي السياق ذاته، أعلنت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية أن الزلزال وقع في منطقة معروفة تاريخيًا بنشاطها الزلزالي العنيف، حيث تتلاقى الصفائح التكتونية المحيطية الآسيوية والباسيفيكية، وهي نفس المنطقة التي شهدت زلزالًا كارثيًا عام 1952 بلغت قوته 9 درجات وتسبب في موجات تسونامي مدمرة.
ويرى خبراء الجيولوجيا أن هذا النوع من الزلازل العنيفة، وبالنظر إلى عمقها وموقعها البحري، يمثل تهديدًا حقيقيًا للمناطق الساحلية في حوض المحيط الهادئ، حيث يمكن أن تؤدي إلى موجات تسونامي قد تصل إلى آلاف الكيلومترات من مركز الزلزال.
تحديثات مستمرة
وفي انتظار اتضاح الصورة النهائية لحجم الأضرار، تواصل فرق الإنقاذ الروسية والسلطات المحلية جهودها لمراقبة الوضع، فيما دعت منظمات دولية إلى تعزيز التعاون في مجالات الإنذار المبكر والتدخل السريع، خاصة في المناطق المعرضة لمخاطر زلزالية مشابهة.