متابعة محسن الأكرمين.
قد لا يَعْنينا اسم من انتصر في منافسة انتخاب رئيس فريق الرجاء البيضاوي، بقدر ما يَعْنينا انتصار الديمقراطية التمثيلية، وروح الشفافية على عادة (حليمة القديمة) والمتجلية في الكولسة العميقة، والتحكم في مجريات الجموعات العامة وحتى تهريبها!!! فريق الرجاء الأخضر طرح بالنشر والتداول إليكترونيا، وبمدة تفوق العهدة القانونية تقريره المالي السنوي (وحصل على 5مليون متابع لجمعه العام)، مما يوحي بأن رياح التغيير بادية العوالم، وقد تصيب معظم الجموعات المغلقة والمنغلقة، وإنتاج البلاغات والتصريحات المفركة والمليحة ( الحمد لله مرَّ الجمع العام في الإطار المؤسساتي والموضوعي والشفافية حتى وهو مغلق الأبواب…. وبنهاية الكلام المنمق والشكر الموصول لمن يهمهم الأمر… !!!).
جمع عام عادي للرجاء الأخضر مُلهم بالاقتداء والتقليد، وقد يصبح سنة محمودة الأثر. حقيقة لا مناص من ذكرها فقد مرَّ بصيغة الجمع العام غير عادي لأنه حقق تمرينا ديمقراطيا لكل من يهمه أمر تطوير الأداء الرياضي بمتلازمة الحكامة والتغيير والتطهير. تمرين ديمقراطي بالشكل التطبيقي والشفافية (القانون 30/09 الذي يتعلق بالتربية البدنية والرياضة بالمغرب)، وبلا تخوفات سبقية مفزعة من (الفرشة) و(اللاعودة) للمكانة.
جمع انتقل من وضعيات التخندق غير القانوني نحو التأصيل الانتخابي. ومن بين المؤشرات الرمزية والدالة، والتي أبانت على أن فريق الرجاء فريق عالمي، حين تم نقل الجمع العام مباشرة على الصفحة الرسمية للفريق (الفيسوبوك)، ودون تطبيق مادة الغلق التعسفي ضد الصحفيين والإعلاميين، والمتابعين للشأن الرياضي للفرق!!!
الرجاء الأخضر أسس لمفهوم (اللاخوف) من النقد وتطبيق الشفافية، وحتى قوة مناعية من روح التشفي والتفاهة. أعلن رسم الأيادي البيضاء علانية وبالمكاشفة، فما (لزيد لزيد، وما لعمرو لعمرو). هنا حضر تأمين الريادة الكروية للفريق العالمي، والمكاشفة والمساءلة العامة والعلنية، وحتى تقبل المحاسبة والنقد الإيجابي البناء. حضرت الثقة بين المنخرطين (150) بالتأمين لا بالتخوين. حضرت الحكامة الدستورية تحت أعين المنخرطين وحتى الجمهور والمتابعين بالتنوع.
قمة الجمع العام العادي للرجاء العالمي، كانت فاتنة بكل المقاييس، ومدوية بالرجة تجاه الجسم الرياضي المغربي الآخر الرافض لسنن التغيير، والذي لم يألف بعد سياسة المكاشفة عن المستورات الداخلية والخارجية والمآمرات. قمة الرجاء العالمي، كان النقاش فيها حاضرا بالرأي والرأي الآخر والمضاد بلا انسحابات ولا كولسة ولا تخوين، وتم في الأخير احترام نتائج الديمقراطية الرياضية، وما أفرزته الصناديق من نتائج تمثيلية. فلا طعونات، ولا دعاوي لاحقة من نتائج جمع عام عادي دام لأكثر من (9) تسع ساعات !!!
من جميل الصورة المسوقة، تم التصويت علانية ونحن نتابع هذا الجمع العام العادي عن بعد (صفحة الفريق). درس حي في الشفافية والتسويق لمتغيرات الفريق الآتية، وتحقير لكل من يتهرب من المكاشفة عبر الاختباء وراء القوانين والنصوص الانتكاسية المنظمة للجموعات العامة !!! قد تخبو الجمعية الرياضية للرجاء البيضاوي للخلف تماما، وبلا زوبعة دخان ملوث، وتزدهر (الشركة الرياضية) وبلا سياسة (التحكم الأفقي والعمودي) في توزيع الأسهم !!! شركة دخلت رسميا للخدمة الفعلية لا على الورق المقوى !!! هنا بحق ينتهي زمن الولاءات في الجمعيات الرياضية، وزمن المرتزقة و الانتهازيين وكل الوصوليين !!!
يكفي المغرب من غزو (مول الشكارة) والذي استعمر الرياضة والسياسة والاقتصاد والوطن… !!! اليوم يتجه فريق الرجاء البيضاوي نحو سياسة الحكامة والتأسيس للديمقراطية الرشيدة وبلا زوايا حادة، وكذا ربح رهان سياسة المكاشفة وتحقيق نمط الديمقراطية التداولية على مراكز السلطة داخل هياكل الفريق بكل حرية ومسؤولية.
اليوم الرجاء البيضاوي حقق نقلة نوعية من التدبير الجمعوي (القديم) نحو الاحتراف والتسيير المؤسساتي (الشركة الرياضية)، تلك الشركة القائمة بصيغة الحقيقة، لا الشكلية والتحكم والإقصاء !!! فهل تتعلم فرقنا الاحترافية الدرس الديمقراطي، وتنال قسطا ولو أدنى من الجودة في قيادة التغيير وكفاية الحكامة والشفافية؟
.