Beladinews.ma
في ضربة قاصمة للجريمة المنظمة العابرة للحدود، لعبت المديرية العامة للأمن الوطني (DGSN)، دوراً محورياً في عملية أمنية دولية ناجحة، أدت إلى تفكيك شبكة إجرامية واسعة النطاق، متخصصة في تهريب المخدرات، وحجز أكثر من 15.3 طناً من الحشيش في مدينة «ألميريا» الإسبانية.
وتأتي هذه العملية النوعية لتؤكد مرة أخرى على الأهمية الاستراتيجية للتعاون الأمني المغربي-الأوروبي في مكافحة الشبكات الإجرامية، فبناءً على معلومات استخباراتية دقيقة وموثوقة قدمتها الأجهزة الأمنية المغربية، تمكنت الشرطة الوطنية الإسبانية، بتنسيق مع نظيرتها الفرنسية، من استهداف شاحنة قادمة من مدينة الناظور، بتاريخ 19 يونيو 2025.
وأبرزت وكالة الأنباء « يوروبا برس »، أن تفاصيل العملية كشفت عن الأسلوب المبتكر الذي لجأت إليه الشبكة لإخفاء بضاعتها، حيث تم العثور على كمية المخدرات الهائلة مخبأة بعناية فائقة بين شحنة من البطيخ، والجزء الأكثر دقة كان مخبأً داخل حبات « بطاطا حلوة » مزيفة، مصنعة من البلاستيك ومجوفة لتتسع للمخدرات، في محاولة لتضليل السلطات.
وأضافت الوكالة في متابعتها أن يقظة الأجهزة الأمنية، المبنية على المعلومات المغربية، كانت لهم بالمرصاد، حيث أسفرت المداهمات التي جرت في مدينتي « ألميريا » و « توريمولينوس » عن اعتقال 8 أشخاص يشتبه في تورطهم المباشر مع الشبكة.
وأوردت وكالة الأنباء الأوروبية تصريحا ل « أنطونيو خيسوس مارتينيث دوارتي »، رئيس عملية « سان بيدرو » الأمنية، أكد فيه أن نجاح العملية لم يقتصر على حجز المخدرات فحسب، بل امتد ليشمل « تفكيك البنية اللوجستية الكاملة للشبكة في إسبانيا »، مضيفا أن هذا التدخل الاستباقي حال دون إعادة توزيع الشحنة على مركبات أصغر كانت ستتجه بها إلى وجهتها النهائية، والتي يُعتقد بقوة أنها كانت فرنسا.
واعتبرت الوكالة الإخبارية أن الدور الذي لعبته المديرية العامة للأمن الوطني المغربية كان بمثابة حجر الزاوية في هذه العملية، حيث أن تزويد الشركاء الإسبان بالمعلومات الأولية حول الشاحنة ومسارها المحتمل، مكّن من إطلاق عملية المراقبة والترصد التي تُوجت بهذا النجاح الكبير، مؤكدةً أن هذا النجاح يعكس الثقة المتبادلة والفعالية العالية للتنسيق الأمني بين ضفتي المتوسط.