تستعد جماعة اكزناية، الواقعة بضواحي مدينة طنجة، لاحتضان النسخة الأولى من مهرجان التبوريدة، وذلك خلال الفترة الممتدة من 29 يونيو إلى 6 يوليوز 2025، بشاطئ سيدي قاسم، في خطوة غير مسبوقة تُجسّد الاهتمام المتنامي بإحياء التراث الثقافي المغربي وتثمين الفروسية التقليدية كرمز من رموز الهوية الوطنية.
ويُقام هذا المهرجان بمبادرة من جمعية رابطة فرسان الشمال، بشراكة مع جماعة اكزناية وبدعم من السلطات المحلية، في مقدمتها والي جهة طنجة تطوان الحسيمة، الذي يتابع عن كثب مختلف مراحل الإعداد لضمان نجاح هذا الحدث الثقافي والتراثي.
وفي تصريح للسيد بدر اطريرش رئيس جمعية رابطة فرسان الشمال، أكد أن “المهرجان جاء استجابة لرغبة الساكنة المحلية في إحياء هذا الموروث، وتعريف الأجيال الجديدة بعراقة الفروسية المغربية”، مشيرًا إلى أن “التظاهرة ستشهد مشاركة عدد من السربات القادمة من مختلف أقاليم الجهة،ناهيك عن تشكيل سربة متنوعة تمثل منطقة الشمال ، ودلك في أجواء احتفالية تجمع بين الفرجة والتقاليد”.
وحسب السيد حمزة معاش عضو اللجنة التنظيمية فإن المهرجان يهدف إلى ترسيخ حضور التبوريدة كفن تراثي مغربي عريق، لطالما شكّل جزءًا من الاحتفالات والمواسم في مختلف مناطق المملكة، ويعكس قيم الشجاعة والولاء والانتماء. كما يُعد مناسبة لتعزيز الدينامية الثقافية والاقتصادية بالمنطقة، عبر تنشيط الحركة السياحية، ودعم المنتوجات المحلية.
وأضاف السيد حمزة أن فن “التبوريدة” يعد من أقدم وأعرق الفنون المغربية التي توارثتها الأجيال منذ قرون، إذ يحرص المغاربة على مر العصور على تعليم وتدريب أبنائهم على الفروسية والقتال، الذي تطور إلى إطلاق النيران أثناء العدو بالخيل والذي عُرف باسم التبوريدة.
وبهذه المناسبة، يؤكد السيد حمزة معاش أن فكرة مهرجان التبوريدة بجهة الشمال هو إحياء للثراث ، وإن هذا الملتقى سيصبح موعد سنويا، يهدف إلى المساهمة في التعريف بالمنطقة ومؤهلاتها الفنية والثقافية والسياحية، بالإضافة إلى كونه مناسبة لخلق فضاءات للترفيه وأخرى للرواج التجاري بمنطقة كورنيش سيدي قاسم التابع لجماعة كزناية.
ومن المنتظر أن يعرف برنامج هذه النسخة، المنظمة من قبل جمعية رابطة فرسان الشمال لمهرجان التبوريدة تنظيم عروض في فن التبوريدة وأمسيات فنية وأنشطة تربوية وترفيهية موجهة خصيصا للأطفال بغية تربية الناشئة وتحسيسهم بأهمية الحفاظ على هذا الموروث الثقافي الذي ورثه الآباء عن الأجداد.
كما يروم هذا الملتقى إلى الحفاظ على هذا الموروث التاريخي والثقافي الأصيل والمتمثل في تربية الفرس وممارسته فن التبوريدة بلوحاته التاريخية على ايقاع حوافر الخيول وطلقات البارود على شاطئ المحيط الأطلسي .
وبدوره يولي صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله اهتمامًا بالغًا بصون التراث غير المادي، وتثمين الفنون الشعبية، وفي مقدمتها الفروسية التقليدية، باعتبارها تجسيدًا لروح الأصالة المغربية، ورافعة للتنمية الثقافية والاجتماعية.
ومن المنتظر أن يشكل مهرجان التبوريدة باكزناية محطة نوعية في المشهد الثقافي المحلي، وبداية لتقليد سنوي يحتفي بذاكرة جماعية، ما تزال تنبض بالفخر والانتماء.
كادم بوطيب