قضية بيع الشهادات الجامعية التي تفجرت بجامعة إبن زهر باكادير وتعد بكشف المزيد من المفاجآت، تعيد إلى الأذهان واقعة ” الكومسير” الحاج تابث، والتي تابع تطوراتها الشعب المغربي و الملك الرّاحل الحسن الثّاني، والمتعلقة بالاغتصاب والاحتجاز والاتجار بالبشر، وذلك بعد شكاية لسيدة بوشرت بشأنها الأبحاث ليتبيّن أن الأمر يتعلّق بالمتهم “الحاج ثابت”، الذي كان يشغل منصب رئيس الاستعلامات العامة لأمن الحي المحمدي عين السبع، والذي اعترفَ خلال البحث التّمهيدي بأنّه كان يصطاد جل ضحاياه من أمام المؤسسات التعليمية،كما أقر أنه مارس الجنس مع حوالي 500 امرأة وفتاة قاصر، وكان يعمدُ إلى تصوير جميع أفعاله الجنسية التي كانت تجمعه بالنّساء والفتيات ويضمّها إلى أشرطة مصوّرة توثّق الجرائم التي توبع بها.
واقعة تابث بما تحمله من تفاصيل قد تبدو مدهشة، لا تختلف عنها، في نظري ،الكارثة “القليشية” ، التي هتكت عرض الجامعة المغربية وافتضت بكارتها عن سبق إصرار وترصد، وجعلتها منحنية الرأس خجلا أمام مثيلاتها بباقي البلادان، وهي نفس الجامعة التي تخرجنا منها بشواهد عليا بعرق الجبين وسهر الليالي…وكان من أبرز ما تلقيناه شعارات النزاهة والاستقامة والأمانة العلمية وغيرها…واليوم المتهم هو نفسه من كان يتشدق بتلك الشعارات .
الأمر لا يقف عند المتهم الأول ” رئيس العصابة”، التي استباحت حرمة الجامعة، بل بتجاوزه إلى باقي أفراد العصابة ممن شاركه هذه الأفعال الشنيعة وشجعه على أفعاله سنين طوال، وساعده على ترويج بضاعته المغشوشة بمبالغ خيالية، وهي البضاعة التي أوصلت كثيرين بشكل مباشر لمناصب عليا وأقصت أبناء الشعب ممن سهروا الليالي وجدوا واجتهدوا…
وبالحديث عن الاتهام والمتهمين تتعدد الاسماء والصفات لتشمل أثرياء وقضاء وأمنيين وغيرههم…وفق ما يتم تداوله ، كما يتم الحديث عن سنين طوال من الفساد الجامعي وأسماء لا يجب أن تنجو من فعلتها تحت ذريعة تقادم الشهادة الجامعية، بل إن ذلك كله، ومن باب رد الإعتبار للجامعة المغربية، يفرض فتح بحث دقيق ومفصل بشأن كل من له صلة من قريب أو بعيد بالكارثة القليشية، وتطبيق القانون كي ينال كل جزاءه .
وبطبيعة الحال، إذا كان مصير الحاج تابث الإعدام ،في ملف تابع تطوراته ملكنا الراحل طيب الله ثراه ، فإننا ننتظر ونترقب تدخل جهات عليا ولما لا جلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، وإشرافه شخصيا على الملف القليشي، كي ينال كل جزاءه ولا ينجو أحد بفعلته، لأن ضرب مؤسسة من طينة الجامعة وانتهاك حرمتها هو ضرب لكل المبادئ والقيم.