بعد النجاح اللافت للجزء الأول، يعود الفنان التشكيلي داني زهير بجزء ثانٍ من سيرته الذاتية “آش داني للحريك الجزءالثاني”، في إصدار جديد من 110 صفحات عن مطبعة الآداب بمكناس. في هذا العمل، يواصل زهير الغوص في تجربته مع الهجرة السرية، كاشفًا بلغة شعرية مؤثرة معاناة جيلٍ حمل أحلامه على ظهره وارتمى في حضن المجهول.
الكتاب لا يكتفي بسرد الذكريات، بل يُحوّلها إلى لوحة أدبية تمزج بين الألم والجمال، وتطرح سؤال الهوية والانتماء في وجه واقعٍ قاسٍ. “آش داني”، العبارة التي تعبّر عن الندم الشعبي المغربي، تتحول هنا إلى سؤال وجودي يلاحق القارئ من صفحة لأخرى.
بين وطنٍ ضاق بأحلام أبنائه، وحلمٍ في الضفة الأخرى اتّضح أنه فخّ، يكتب داني لا كمهاجر فقط، بل كفنانٍ يوثّق مرحلة من عمر الوطن.
“آش داني للحريك الجزء 2” ليس مجرّد سيرة، بل شهادة إنسانية تلامس القلب، وتضع القارئ أمام مرآة قراراتٍ باهظة الثمن.