محسن الأكرمين.
قد لا نختلف إن قلنا أن كل الظروف الموضوعية متوفرة للنادي المكناسي بالتمام والكمال. قد لا نختلف إن قلنا أن الفريق تجاوز بحد ما كل الخلافات الهامشية، ويعيش مرحلة من الاطمئنان والاستقرار النفسي. قد نتفق أن تلك المشاكل المالية التي كان يعلق عليها كل إخفاق داخل الميدان أو خارجه باتت غير كامنة بالمرة إلى حدود الدورة الثامنة. لكن لما هذا التذبذب في النتائج؟ لما هزيمة اليوم ضد مولودية المنصورية كانت جد جارحة لهمة الفريق؟ لما تسير نتائج الكوديم في خط مسطح ؟
الدورة الثامنة أمام الجمعية الرياضية المنصورية حملت انهزام النادي المكناسي بعقر داره بنتيجة (2-3)، حملت الانهزام الثاني للفريق. حملت نتيجة غير متوقعة من حيث الأهداف (2-3)، ومن حيث اللعب غير الحربي، ومن حيث خطة المدرب في اختيار العناصر الأساسية وتخفيض تخوفاته من الهزيمة أما جمعية مولودية المنصورية وبمكناس.
لن نقرع أحدا بالنقد فالهزيمة مشتركة من المدرب إلى الفريق التقني إلى اللاعبين، والكل يتحمل مسؤولياته بنسب متفاوتة. نعم، الهزيمة جاءت من داخل الملعب، جاءت من خطة المدرب غير هجومية، جاءت من غياب رؤية ضاربة للفريق واقتناص فرص التموضع الترتيبي بتحقيق الفوز.
حين نحلل نتائج النادي المكناسي نجد أن الفريق انهزم في مبارتيتن (02)، وتعادل في واحدة (01) وفاز في خمس مباريات (05). حصيلة إيجابية بحدود الدورة الثامنة (62 .50%). لكن الملاحظة الموالية هي التقارب في الترتيب والنقاط بين جميع الفرق المتنافسة على الصعود. ويعطى الامتياز حتما لفريق وداد تمارة (19)، فيما لكل من وداد قلعة السراغنة و النادي القنيطري والاتفاق الرياضي المراكشي (15ن)، أما النادي المكناسي فهو يحتل الصف الثاني برصيد نقط (16) وبفارق (03ن) عن الصف الأول، وله امتياز التوازن في المكتب المنظم. هنا نقر مسبقا أن التنافسية في الدورات الأخيرة ستكون حادة وشاقة، نقر أن التقارب في النقط والترتيب يتيح لكل فريق أمل ربح الصعود إلى الصفوة وفي حدود السرعة النهائية، فهل النادي المكناسي مستعد لهذه السرعة بالطريق السيار؟
ليغير المدرب عزيز الكراوي من خطة اللعب والانتقال إلى اللعب التنافسي / الحربي، ليسارع الفريق التقني للنادي في تحليل أسباب الإخفاق وإعطاء البدائل الممكنة، والتفكير في تطعيم الفريق بلاعبين ذوي خبرة.
ففي الأسبوع القادم (الدورة 9) ستكون الرحلة شاقة نحو مدينة الداخلة ومنازلة مولودية الداخلة. ستكون نتيجة المباراة غير توقعية باعتبارات كثيرة، وضغوطات متنوعة سبقللفريق أن كابدها. نأمل بدا من الانتصار والعودة بالعلامة الكاملة من قلب مدينة الداخلة.
الحقيقة هي أن كل الجماهير المكناسية تأمل بالحتمية تحقيق حلم الصعود للصفوة هذه السنة، تأمل الرقي بالفريق قدما بعد أن خفت المشاكل العالقة . تأمل أن يكون مشروع المكتب المسير ذا نتيجة ربحية من خلال تحقيق الصعود، وصناعة فرحة مدينة.