متابعة محسن الأكرمين.
تلك الهزيمة القاسية في قلب مدينة الأنوار، ومن أرجل لاعبي فريق الفتح الرباطي وأمام قلة قليلة من الجماهير، عرت وفضحت المسكوت عنه ضمن كوكبة (سطاف / STAFF) تدبير الشأن الرياضي للنادي المكناسي لكرة القدم. من منطق المستعجل التحرك بأناة وروية، لأجل وضع تصويبات لازمة وسريعة (تغييرات كلية). من المنطق السليم الجلوس جماعة (المكتب / اللاعبين/ الفريق التقني/ المدرب/ علماء فقه الكرة…) وقراءة نتائج الذهاب كليا (وما لابن سلطان هو لعبد الحي، وما لعبد اللطيف هو لجريندو …)، والاجابة عن أسئلة متنوعة: هل كان من الضروري ترحيل عبد الحي بن سلطان لتونس؟ هل كان من الضروري الصمت عن مشاكل النادي الداخلية؟ هل كان من الضروري التغافل على المشاكل الداخلية عند (سطاف / STAFF) التقني؟ هل هنالك إمكانيات الاستدراك والعودة الآمنة بالنادي إلى بر الأمان؟
من المؤسف أن يتم ترحيل أزمة الكوديم مرات عديدة بالتسويف والتمطيط، والصمت المطبق (إلا ما يصلنا بالصدفة)، والمدرب عبد اللطيف جريندو يعترف أن رضاه عن اللاعبين انحصر (في ثلاث لاعبين أو أربعة) في مقابلتهم ضد الفتح الرباطي (احْشُومَة وَعَارْ فَريق عريق فيه 3أو4 من اللاعبين بجودة أداء متناقضة بين المباريات)، وما تبقى من اللاعبين ( اشْنُو الفريقْ يَدْيرْ بِهُم !!!).
هزيمة أشدُ مضاضة، طرحت عدة تساؤلات من حيث (عدم القدرة على تحسين الجودة التقنية والتكتيكية) رغم تغيير المدرب. حينها كان تسويق (علماء فقه الكرة بمكناس) أن الخلل من المدرب ابن سلطان، والآتي أفضل باستقدام المدرب الوطني عبد اللطيف جريندو!!!.
في ندوة المدرب، والذي بدا شاحبا وقلقا، وكأن وضع حاله يقول: (آشْ دَانِي انْتْعَاقَدْ مع الكوديم!!!)، أكد بصريح العبارة أن هذه المباراة لا تُنْسَى، فهي درس للنادي (بالحكرة)!!! جميل هذا الخطاب الإيجابي النقدي والذاتي في نفس الوقت، ولكن الأسوأ أن التاريخ قد سجلها بمداد الإخفاق المدوي للنادي مرتين بمدينة الرباط وبنفس الموسم.
من اللازم الأكيد أن مراجعة الأوراق لن تبقى حبيسة المنظرين علماء المنطقة الرمادية بالنادي (المَخَبْعِينْ)، بل التغيير يجب أن يكون جذريا وفق مبدأ المساءلة والمحاسبة، (وَلِي مَا عَجْبُوشْ الحال أرض الله واسعة) كما قال اليوسفي رحمه الله.
نتيجة مقلقة تُساءل اللاعبين أولا. ثم (سطاف / STAFF) ثانيا، ومسؤولياتهم العضوية في التراخي وغياب الأداء المريح. ثم المدير الرياضي ثالثا، وهو صاحب هندسة الانتدابيات (الخشبية)، وقد كان فيما مضى يُتحفنا بنشر صور التوقيعات، والكلام المليح من (لَحَاسْينْ الريع والسبق الخاوي!!!). (ديانو ستيك/ Diagnostic) المدرب جريندو، لم يأت أكله لحد الساعة بالتشخيص لأصل الداء، والفريق تتفاقم عليه أزمة النتائج جولة بعد جولة. (ديانو ستيك/ Diagnostic) تغيب فيه القراءة الكلية للمشاكل البنيوية، ويكتفي المدرب بذكر الانتدابيات، وغياب الإعداد (البكري) والشرود الذهني !!! (ديانو ستيك/ Diagnostic) يجعل من المدرب يحتل وسط الميدان والهروب الى الأمام بلا رأس حربة، وكأن الانتدابيات ستكون لها العصا السحرية في تغيير النتائج، فكل الفرق ستقوم بالانتدابيات نفسها، فما هو المعمول؟
اليوم وليس غدا، لا بد من قرارات حاسمة في تحديد مسؤولية الفريق التقني والمدير الرياضي والمعد البدني، وطرح (بَزَّافْ) من التساؤلات عليهم، وتحميلهم جزءا عميقا من المسؤوليات الكبيرة في النتائج المتواضعة للنادي. يقول المدرب : لم نكن في المستوى؟؟؟ هو اعتراف ضمني أن الكوديم في خطر، وفي موقع وضعية الانذار الأحمر !!! من المعقولية أن يكون هنالك تغذية استرجاعية كما قال المدرب (فيد باك/ Feedback) لكل مكونات النادي بالجمع لا بالتفريد. من المعقولية أن يُكاشفنا المدير الرياضي عن مشاكل النادي التقنية ، وتجاوز مقولة: (كَايَنْ بَعْضْ المَسَائِلْ أَحْتَفِظُ بِهَا / من تصريح المدرب الأخير)، اليوم بَاغْيِّينْ ندوة صحافية تُخبر مكونات المدينة عمَّا يحدث داخل النادي الرياضي المكناسي لكرة القدم… !!!