شهد بيت الصحافة بمدينة طنجة، مساء السبت 14 دجنبر 2024، تنظيم ندوة علمية هامة بعنوان: “الذكاء الاصطناعي: الهوية والسيادة والموارد الطبيعية – فرص ومخاطر”. الندوة، التي عكست مكانة المغرب كمركز للنقاشات الفكرية حول القضايا الراهنة، نظمت بشراكة بين جمعية خريجي الجامعات والمعاهد السوفياتية سابقًا ودار روسيا بالرباط، وبحضور نخبة من الخبراء المغاربة والدوليين.
وناقش المشاركون تأثير الذكاء الاصطناعي على الهوية الوطنية والسيادة المغربية، إلى جانب دوره في استغلال الموارد الطبيعية. وسلط الخبراء الضوء على الإمكانات الهائلة لهذه التكنولوجيا لتعزيز التنمية المستدامة في المغرب، من خلال تحسين كفاءة القطاعات الحيوية مثل الفلاحة، الصناعة، وإدارة الموارد المائية والطبيعية.
كما تناولت الندوة المخاطر المحتملة لهذه التكنولوجيا، بما في ذلك التبعية التكنولوجية للخارج وتأثيرها على القرار الوطني، إضافة إلى تحديات الحفاظ على الخصوصية الثقافية المغربية في عصر يعتمد بشكل كبير على الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة.
وتمثل الندوة نموذجًا للتعاون الثقافي والعلمي بين المغرب وروسيا، إذ أكدت دار روسيا بالرباط على أهمية تعزيز الشراكات بين البلدين في مجال الذكاء الاصطناعي. هذا التعاون يعكس رؤية المغرب للانفتاح على التجارب الدولية والاستفادة منها في تطوير الكفاءات الوطنية وتعزيز مكانته على الخارطة التكنولوجية العالمية..
هدا وخلصت الندوة إلى مجموعة من التوصيات التي تركز على مستقبل المغرب في عصر الذكاء الاصطناعي، أبرزها:
-وضع سياسات وطنية شاملة تستوعب التحديات وتوظف الذكاء الاصطناعي كرافعة للتنمية مع حماية الهوية الوطنية.
-تشجيع البحث العلمي في الجامعات والمراكز المغربية لتطوير حلول تكنولوجية محلية.
-تعزيز التعاون الدولي مع دول رائدة، مثل روسيا، لضمان نقل المعرفة والخبرات.
وفي تصريح صحفي أكد السيد سعيد كوبريت رئيس بيت الصحافة أن استضافة المؤسسة لهذه الندوة العلمية يعزز دورها كمنصة للنقاش حول القضايا العالمية، ويعكس طموحها في أن تكون لاعبًا رئيسيًا في مجال التكنولوجيا والابتكار والبحث العلمي.
وأضاف السيد كوبريت أن الذكاء الاصطناعي، كظاهرة تقنية واجتماعية، يمثل فرصة كبيرة للمغرب إذا أُحسن استغلاله، مع ضمان الحفاظ على الهوية الوطنية والسيادة في مواجهة التحديات المستقبلية. هذه الندوة كانت خطوة أخرى نحو تحقيق هذا الهدف، وتأكيدًا على أهمية المغرب كجسر للتعاون العلمي والثقافي بين الشرق والغرب.
كادم بوطيب