تعد “الدار العائلية القروية بني يزناسن” بالجماعة القروية رسلان (إقليم بركان)، أول تجربة نموذجية لتربية وتكوين العنصر البشري بالعالم القروي في المنطقة الشرقية. ومنذ إنشائها، شكلت هذه المؤسسة مرجعًا في تقديم برامج تكوينية شاملة تهدف إلى تعزيز التنمية البشرية ودعم الفئات الهشة.
وفي خطوة تؤكد الالتزام المستمر تجاه دعم المبادرات الإنسانية والاجتماعية، قام الدكتور محمد صديقي ، بزيارة عمل متميزة إلى المؤسسة التي يتولى رئاستها الشرفية منذ عام 2013. وخلال هذه الفترة، قدم الدكتور صديقي دعمًا مستمرًا للمؤسسة وساهم في تطويرها وتأطيرها، لتصبح نموذجًا يحتذى به على المستوى الوطني.
إحتضان أطفال العالم القروي…
تركز “الدار العائلية” مهامها على احتضان الأطفال في العالم القروي الذين تعذر عليهم متابعة مسارهم الدراسي أو لم تتح لهم الفرصة لدخول المدرسة. وتسعى المؤسسة إلى تأهيلهم مهنيًا من خلال برامج تكوينية شاملة تهدف إلى دمجهم في سوق الشغل وتمكينهم من بناء مستقبل مستدام.
بفضل رؤيتها الطموحة، نجحت المؤسسة في تحقيق إشعاع وطني، مع إيلاء اهتمام خاص لجهة الشرق. وتعد مبادرة دعم أطفال الحوز المتضررين من الزلزال خطوة إضافية ضمن مسارها المتميز، حيث تسهم في مساعدة الفئات الأكثر هشاشة على تجاوز التحديات وبناء حياة كريمة.
برنامج شامل لدعم الأطفال المتضررين..
جاءت زيارة الدكتور صديقي في إطار البرنامج الطموح الذي أطلقته “الدار العائلية” لدعم الأطفال المتضررين من الزلزال، خصوصًا المتدربين القادمين من إقليم الحوز، أحد أكثر المناطق تضررًا. وتهدف هذه المبادرة إلى تمكين الأطفال من اكتساب مهارات مهنية تفتح لهم أبواب سوق الشغل وتساعدهم على بناء مستقبل مستدام.
يتضمن البرنامج التكويني مجموعة من التدريبات النوعية في مجالات تشمل الفلاحة، الحرف اليدوية، وإدارة المشاريع الصغيرة، في بيئة تعليمية داعمة تعزز القيم التضامنية وروح المسؤولية. وقد أشاد الدكتور صديقي بالجهود الكبيرة التي يبذلها رئيس المؤسسة وفريقها، مثنيًا على العمل الإنساني والمهني الذي يقدمه هؤلاء لجعل المؤسسة فضاءً للأمل والتمكين.
التزام مستمر ودعم متواصل…
أوضح الدكتور صديقي، بصفته الرئيس الشرفي للمؤسسة، أن دعمه المتواصل منذ سنوات يندرج ضمن رؤية متكاملة تسعى لتعزيز التنمية البشرية وإيجاد حلول عملية لدعم الفئات الهشة. كما أكد السيد صديقي أن هذه المبادرات ليست مجرد تدخلات ظرفية، بل هي استراتيجيات طويلة الأمد تهدف إلى تحويل الأزمات إلى فرص للنهوض والتنمية.
انعكاسات إيجابية على المدى البعيد…
إن تأثير هذا البرنامج لا يقتصر على تكوين الأطفال المتضررين، بل يتجاوز ذلك إلى تعزيز التماسك الاجتماعي، وإعادة بناء المجتمعات المحلية التي تضررت من الزلزال. ويتماشى هذا النهج مع التوجيهات الملكية السامية التي تؤكد على أهمية التنمية المستدامة، ودعم الفئات الأكثر احتياجًا، وتمكين الشباب ليكونوا فاعلين في بناء وطنهم.
تؤكد زيارة الدكتور محمد صديقي للدار العائلية بجماعة رسلان على أهمية العمل التشاركي لتحقيق الأهداف التنموية الكبرى. إنها دعوة إلى الاستمرار في دعم المبادرات التي تجعل من الأمل حقيقة، ومن التحديات قصص نجاح. بقيادة مخلصة ودعم مستمر، تسير “الدار العائلية القروية بني يزناسن” على خطى ثابتة نحو تحقيق رسالتها النبيلة في بناء مستقبل مشرق للأطفال المتضررين وإعطائهم الفرصة لحياة كريمة تليق بقدراتهم وطموحاتهم.