تستعد العاصمة المغربية الرباط لاستضافة فعاليات “الأيام المستدامة”، التي ستنعقد خلال الفترة من 3 إلى 5 ديسمبر 2024، تحت شعار: “نحو إدارة مستدامة للتربة والمياه من أجل تعزيز صمود النظم الزراعية في المغرب”. هذا الحدث البارز يجمع نخبة من الخبراء، الباحثين، والممارسين في مجالات الزراعة والبيئة من وزارة الفلاحة والبحث الزراعي وإيكاردا ومنظمة الفاو بالمغرب وعدة جمعيات مدنية تشتغل في التربة والماء ، وذلك في إطار سعي مشترك لمناقشة التحديات المرتبطة بإدارة الموارد الطبيعية، لا سيما التربة والمياه، في ظل التحولات المناخية التي تشكل تهديدًا على استقرار النظم البيئية والزراعية.
يهدف هذا الملتقى إلى تعزيز التعاون وتبادل الخبرات بين مختلف الأطراف الفاعلة في القطاع الزراعي. ويركز الحدث على تقديم حلول مبتكرة وتكنولوجيات حديثة كأدوات حيوية لتحقيق استدامة النظم الزراعية. كما يتخلل الحدث سلسلة من الورشات التقنية التي تهدف إلى تمكين المشاركين بمهارات عملية وأفكار قابلة للتطبيق، ما يعزز فرصهم في المساهمة بفعالية في تطوير قطاع الزراعة.
لإثراء التجربة، سيستفيد الحضور من زيارات ميدانية إلى مشاريع محلية تُبرز أفضل الممارسات في إدارة التربة والمياه وتقنية البدر المباشر. تمثل هذه الجولات فرصة مثالية لتبادل الآراء وتعزيز الشراكات بين الفاعلين، في سبيل تحقيق أهداف مشتركة تخدم الاستدامة.
يتم الاحتفال باليوم العالمي للتربة، الذي يصادف الخامس من ديسمبر من كل عام، كجزء من فعاليات الملتقى. يشكل هذا اليوم فرصة لتركيز الاهتمام على الدور الأساسي الذي تلعبه التربة في دعم الحياة، ودعوة عالمية لإدارة مستدامة لهذا المورد الحيوي، لضمان أمن غذائي مستدام وحماية للنظم البيئية.
من خلال تنظيم “الأيام المستدامة”، يؤكد المغرب التزامه الراسخ بقضايا الاستدامة، ويُبرز مكانته كدولة رائدة في مواجهة التحديات البيئية والمناخية. هذا الحدث لا يُعد فقط منصة علمية لتبادل الأفكار، بل هو أيضًا رسالة أمل وطموح نحو مستقبل أكثر استدامة، بالتعاون مع مختلف الأطراف المحلية والدولية.