في إطار الأنشطة الثقافية الرامية إلى تكريم وجوه مدينة طنجة والاحتفاء بالإصدارات الفكرية والثقافية المميزة، احتضن مركز إلتقاء الشباب السوسيو الثقافي، بحي القصبة بمدينة طنجة، يوم الجمعة 22 نونبر 2024، حفل تقديم قراءة وتوقيع كتاب “تطور الملكية بالمغرب، مسارات سياسية ومؤسساتية”، لمؤلفه الدكتور إسماعيل الجباري الكرفطي، المحامي وأستاذ زائر بكلية الحقوق بطنجة.
وكانت أمسية الجمعة استثنائية بامتياز، حيث كان لقاء على قدر كبير من البذخ الفكري والنقاش الراقي، وسط حضور استثنائي، سواء من عدد الحضور أو من جانب طبيعة الحاضرين الذين ينتمون لهيآت مهنية ومؤسسات جامعية وجمعيات ثقافية.
اللقاء الذي سيرته الأستاذة نادية العشيري، حضره، إلى جانب المؤلف، العميد السابق للكلية الآداب بتطوان، الدكتور مصطفى الغاشي، وهو قامة فكرية في مجال التاريخ والأدب، والذي قدم قراءة على قدر كبير من التركيز لكتاب الأستاذ إسماعيل الكرفطي.
وتحدث الدكتور الغاشي عن مسار المؤسسة الملكية بالمغرب، معتبرا أنها لا تمتد فقط على مدى عدة قرون من عمر الدولة العلوية، بل تمتد منذ 12 قرنا، أي منذ عهد الأدارسة.
كما تطرق إلى عدد من التحديات التي واجهتها الملكية بالمغرب، مشيرا إلى ملاحظة فريدة، وهي أن الأنظمة التي سقطت إبان “الربيع العربي” كانت كلها أنظمة جمهورية، بينما بقيت كل الأنظمة الملكية راسخة، وعلى رأسها المؤسسة الملكية المغربية.
وأشار الدكتور الغاشي إلى أن الملكية الدستورية تعكس تلاحم الملكية والشعب المغربي، أي في إطار ديموقراطية برلمانية واجتماعية، والتي جعلت من الملكية المغربية تساير كل التطورات التي يعرفها العالم في كافة المجالات.
من جهته أشار الدكتور الطيب بوتبقالت، الأستاذ في علوم الإعلام بمعهد الملك فهد للترجمة بطنجة، إلى عدد من النقاط التي تطرق إليها المؤلف إسماعيل الجباري في كتابه، والذي اعتبره ذا قيمة أكاديمية وقانونية كبيرة، لما تضمنه من معلومات قيمة وجهد كبير في تأليفه.
وأشار الدكتور بوتبقالت إلى عدد من الثوابت التي أسست للملكية في المغرب، وذلك عبر شواهد من تاريخ المغرب الممتد في الزمن.
وأضاف أن التاريخ أيضا يعتبر ضروريا في فهم تطور الملكية في المغرب، مشيرا إلى ضرورة أو حتمية التطرق إلى نظريات ابن خلدون، وأيضا ضرورة جعل التاريخ رافدا أساسيا لفهم أعمق لتطور الملكية.
يذكر أن هذه الندوة جاءت في إطار تخليد الذكرى ال69 لعيد الاستقلال، حيث كانت مناسبة لاستعادة روح القيم التي جعلت الشعب المغربي يشكل أمة حقيقية.
وشهدت الندوة نقاشا راقيا، خصوصا مع الحضور الكبير والمتميز لقامات كبيرة في المجال القانوني والتاريخي، إلى جانب عدد كبير من الطلبة المختصين.
وفي نهاية اللقاء، تم تكريم المحتفى به، الدكتور إسماعيل الجباري، حيث سلمه درع التكريم الأستاذ أحمد كنون، الذي يعتبر أحد رواد حفظ التراث والذاكرة بالمغرب.
وتم توقيع نسخ من الكتاب في نهاية الأمسية، التي تعتبر علامة ضوء أخرى في مسار مؤسسة طنجة الكبرى للعمل التربوي والثقافي والإجتماعي والرياضي، التي تمضي قدما في ترسيخ ثقافة التكريم والاحتفاء بالمثقفين والفاعلين في شتى المجالات، كما ورد في الكلمة الافتتاحية لرئيس المؤسسة، السيد عبد الواحد بولعيش.