نظمت الجمعية المغربية للزراعة الحافظة دورة تكوينية متميزة امتدت على مدى يومين، يومي السبت والأحد، مستهدفة الفلاحين ومقدمي الخدمات الفلاحية. هذه الدورة التي تهدف إلى تعزيز معارف المشاركين في مجال الزراعة الحافظة وتحسين ممارساتهم لحماية صحة التربة. ولإضفاء لمسة خاصة على هذه الفعالية، بصمت الجمعية الحدث بحفل تكريم خاص استثنائي للزميل الأستاذ ميلود الأخضر، الخبير البارز في مجال التواصل الفلاحي والقروي، وذلك بمناسبة توقيع إصداره الجديد الذي يحمل عنوان “الحلقة صفر في منظومة التواصل الفلاحي والقروي”.
يشكل هذا الكتاب إضافة قيمة إلى المكتبة الفلاحية والقروية المغربية، حيث يتناول مواضيع حيوية تركز على أهمية التواصل الفعّال في تطوير القطاع الفلاحي وتحقيق التنمية المستدامة في المناطق القروية. من خلال تجربته الواسعة والميدانية، استطاع الأستاذ ميلود الأخضر أن يدرك أن التواصل هو الركيزة الأساسية لنجاح أي مشروع فلاحي، لا سيما في البيئات القروية التي تعتمد بشكل كبير على التفاعل المجتمعي والمشاركة الجماعية.
في هذا الكتاب، يعالج الأستاذ الأخضر مفهوم “الحلقة صفر”، التي يراها بمثابة الأساس الذي يجب أن تُبنى عليه أي علاقة تواصلية بين الفلاحين والمجتمع القروي. ويقدم رؤية متقدمة حول كيفية تطوير هذه الروابط لضمان تحقيق نتائج ملموسة في القطاع الفلاحي. كما يخصص الكتاب مساحة مهمة لدور المرأة القروية، التي تعد ركيزة أساسية في دعم التنمية القروية بفضل مساهماتها الفعّالة في المجال الفلاحي.
يبرز الكتاب بأسلوب علمي دقيق، ومقاربة شاملة تعتمد على خبرة ميدانية عميقة، الدور الذي تلعبه “الحلقة صفر” في تأسيس بيئة تواصلية تشجع على التفاهم المتبادل والتفاعل المثمر بين الفاعلين في القطاع الفلاحي. ويقدم حلولاً عملية لتجاوز التحديات التقليدية التي تواجه الفلاحين في التواصل مع مختلف الأطراف المعنية، مما يساهم في تحسين قدرتهم على التكيف مع التحولات المتسارعة التي يشهدها القطاع.
كما أشار المؤلف في تحليله العميق، أن الحنين إلى فترة ‘بيزانا’ في مجال الإرشاد الفلاحي يعكس أهمية استحضار هذه المرحلة التاريخية. فهي ليست مجرد ذكرى، بل اعترافٌ صادق بالمجهودات الجليلة التي بذلها المرشدون الفلاحيون في ذلك الوقت. إن حفظ هذه الذاكرة يُعتبر مسؤولية حقوقية تندرج ضمن إطار الاعتراف بالجهود السابقة. ويدعو المؤلف المستشارين الجدد في مجال الإرشاد الفلاحي إلى إيلاء أهمية خاصة لهذه الحقبة التاريخية، التي أسست لعلاقات نموذجية ذات أبعاد اجتماعية واقتصادية قوية، مما يساهم في تعزيز استمرارية النجاح والابتكار في هذا القطاع الحيوي.
وفي تصريح صحفي ، أعرب الأستاذ ميلود الأخضر عن سعادته بإصدار هذا الكتاب، مشيراً إلى أنه يحمل دلالات ورسائل قوية موجهة للعالم الفلاحي والقروي. وأكد أن الكتاب هو ثمرة مجهودات فكرية عميقة وقراءة دقيقة للواقع الفلاحي والقروي، حيث يناقش ميكانيزمات التواصل في هذه البيئات. وأضاف أن الكتاب يتناول دور المرأة القروية في تحقيق التنمية الريفية، كما يتطرق إلى مفهوم “الزمن الفلاحي” باعتباره عاملاً حاسماً في فهم التحديات والفرص التي تواجه القطاع.
واختتم الأستاذ الأخضر تصريحه بالإشارة إلى أن هذا العمل يأتي ليكون مرجعاً مهماً لكل الفاعلين في المجال الفلاحي، سواء من الفلاحين أو مقدمي الخدمات الفلاحية، مؤكداً أن الهدف الرئيسي من الكتاب هو تمكينهم من أدوات فعّالة للتواصل تساهم في تعزيز التنمية المستدامة وتحقيق نهضة شاملة في القطاع .