متابعة محسن الأكرمين.
أكثر من (الحكرة) تُمارس على النادي الرياضي المكناسي لكرة القدم، وكذا جماهيره والمدينة. فمنذ انطلاق البطولة الاحترافية الأولى (إنوي)، وجميع العراقيل توضع أمام الجماهير المكناسية، سواء كان الفريق مستقبلا أم ضيفا. جميع المطبات والإشكالات توضع، ولعدة اعتبارات متنوعة، كي لا تكون المباراة بحضور الجمهور. من صدق الشعارات التي رفعت في الوقفات التنبيهية لهذه الوضعية غير السليمة التي يكابدها النادي الرياضي المكناسي لكرة القدم، ومجموع جماهيره ( الصحراء مغربية – ومكناس حتى هي !!!!).
لا ننكر ترافع المكتب المسير على تمكين الجماهير من حضور مباريات النادي وخصوصا تلك التي يكون فيها الكوديم مستقبلا. لا ننكر الدعم والترافع للسلطات الترابية بمدينة مكناس لكي تُجرى مباريات الكوديم بحضور جماهيره الحضارية، لكن القرارات تكون خارج السلطة الترابية بالمدينة، مادامت مكناس لا تتوفر على ملعب بديل يوافق معايير الجامعة الملكية لكرة القدم، من تم نتساءل بحنق : أين هي نتائج جلسات الحديث عن الملعب الكبير بمدينة مكناس؟ أين هي الوعود التي دغدغت المشاعر؟
اليوم كما يقال:” بَلَغَ السَّيْلُ الزُّبَى”، وأصبح الجميع يردد بالمدينة بأن مكناس مستهدفة في فريقها الأول كما في التنمية (الدورة 5 ولا مباراة استمتع الجمهور فرحا بفريقه المفضل). فمن العدالة الرياضية أن تكون القرارات شاملة وعادلة، وتسري بالتساوي على جميع الفرق التي تلعب خارج ميادينها الأصلية، حينها لا ضَيْرَ فيما يُصيب المدينة والرياضة على وجه التخصيص.
كل الترافع الحضاري قد تم استنفاذه، ولم يتبق للنادي غير التهديد بالانسحاب من البطولة إلى غاية توفير الشروط اللازمة للعدالة الرياضية، وضمان تكافؤ الفرص في بطولة نقول عنها احترافية. لم يتبق للكوديم غير اللعب بالقمصان ذات اللون الأسود، وإعلان الحداد على رياضة شعبية بلا جماهير وبلا ملاعب. لم يتبق للكوديم غير حمل الشارة الحمراء (إن كانت مباحة في الرياضة)، والاحتجاج الرمزي على هذه الوضعية غير العادلة ولا المنصفة. لم يتبق على الجماهير غير احترام القرارات المؤسساتية، والعمل على الترافع السلمي الحضاري، وتسويق الترافعي أن الجماهيرية المكناسية تحترم القانون، وتطالب فقط بالعدالة الرياضية (الحرية للرياضة المكناسية). لم يتبق على الكوديم، إلا تحقيق نتيجة الانتصار ضد المغرب الفاسي، والاعلان للجميع أن الكوديم لن تموت أبدا، فهي تحيى في الوجدان والعقول وفي الشعارات مثل طائر الفنيق الذي ينتفض من رماده، ويواصل اللعب والحضور الباهر.
فإذا كانت نتائج الكوديم لحد الساعة لم تستوف الطموح والانتظارات، فإن مرجعية هذا يشابه مقولة المثال:” شَويَة من الحنة، وشوية من رطابة اليدين”. نعم، وللمتابعة الإيجابية، هنالك تصويبات جارية داخل الفريق الأول لتجاوز النتائج غير المرضية وغير المريحة في سلم الترتيب العام، ولكن هنالك غياب اللاعب رقم (12/ الجمهور الداعم)، اللاعب الذي يصنع الفرحة، اللاعب الذي يزين المدرجات، اللاعب الداعم (بالتشجيع والمورد المالي)، الرقم (12) الذي المتوفر على اللياقة البدنية الكاملة، لمتابعة الكوديم في أي مدينة وأين ما ارتحل الفريق الأول وحلَّ.