محسن الأكرمين.
أَجِيوْ نَتْحَاسْبُو هي دعوة معقولة لكل مكونات مدينة مكناس (المنتخبات والمنتخبون/ الموظفات والموظفون/ المسيرات والمسيرون/ المواطنات والمواطنون…). أَجِيوْ نَتْحَاسْبُو ، دعوة إلى تعرية المستورات، ووزن قيم التغييرات الممكنة (الايجابيات/ الإخفاقات/ البلوكاج/ سحب الثقة…) التي سجلتها مدينة مكناس في تدبير مجلسها الموقر. أَجِيوْ اليوم نَتْحَاسْبُو ، وقبل ما نَتْحَاسْبُو ، واش نَتْحَاسْبُو على التدبير والتسيير القديم أم الجديد؟ ولا نَتْحَاسْبُو على النيات السياسية المهربة، والأشخاص الذاتيين؟ ولا نَتْحَاسْبُو على ما تم إنجازه على أرض واقع المدينة من تنمية؟ وماذا سنقول لساكنة مكناس والمدينة بعد سلسلة المحاسبة والمساءلة؟
في سابق العهد والمتابعة للشأن المحلي بمكناس، غير ما مرة نبهنا إلى سوء استغلال التوافق الهش، وبامتياز تواجد أحزاب (الشتات) بمجلس جماعة مكناس. اعتبرنا أن صيغة عقد توليفات الأغلبية غير صحية، ولا يمكن أن نتزايد على بعضنا البعض (توافقوا على اقتسام التفويضات وترتيب تمكينات الإنابة والمصالح !!!) أية قسمة هذه ؟ (تلك قسمة ضيزى/ قرآن كريم). اليوم أَجِيوْ نَتْحَاسْبُو بحساب النقطة والفاصلة، و الرجوع إلى سطر الحكامة، وموجهات التنمية (مكناس في أفق 2030)، فلا ملعب كبير، ولا مسرح كبير، لوا أجنحة طرقية معقلنة تم إحداثها، ولا مستشفى حتى ولو كان من عهد جدي (رحمة الله عليه)… إذا عَلاَشْ (هاذي) نَتْحَاسْبُو؟ البياض والفراغات، خير لنا أنبقى في التهليل بقول: (أحسن مجلس ما بعد الاستقلال !!!).
أَجِيوْ نَتْحَاسْبُو على معايير التدبير بالنتائج والحوكمة، وبيان المنجزات الكبرى التي تحققت منذ استحقاقات (08 شتنبر 2021 أَجِيوْ نَتْحَاسْبُو على المشاريع المرسومة على الورق وتنتظر. أَجِيوْ نَتْحَاسْبُو على برنامج عمل الجماعة مقلق إلي حين جلاء الخلافات التي لا تنتهي، والفوضى الخلاقة التي تكرس واقع مدينة (الهضاضرية الكبار) و أصحاب الريع (حلال). أَجِيوْ نَتْحَاسْبُو عن المشاريع التي هي تحت إشراف مجلس جماعة مكناس فقط، وتحييد كل المشاريع الأخرى التي تنجز أو أنجزت بهندسة من الدولة العليا، أو من مجالس المدينة الأخرى، هنا سيتضح لدينا الفرق، وقد نخرج من حساباتنا بباقي قسمة صفر !!! أَجِيوْ نَتْحَاسْبُو على مقاطع طرقية (إعادة هيكلة شوارع المدينة المحورية) ولن نختلف في أهميتها، لكنا قد نختلف بأنها ظلت من جيل الهندسة التقليدية بالمغرب الحديث (غياب الممرات الأرضية).
أَجِيوْ نَتْحَاسْبُو عن ذاك التغيير الموعود، والذي لازلنا في انتظار قطاره الغائب حتي في تجديد محطة الاستقبال البالية !!! أَجِيوْ نَتْحَاسْبُو ولِنخرجْ اشْوِيَة على ( كلم 40) من مكناس، نمشيو بعيدا عن المدينة، ويبان لينا بأننا بتنا من مدن حديث الماضي والتراث، والبكاء على الأطلال، وترميم االمدينة المتهالكة. انْشُوفُوا جهة الشمال والمدن التي كانت من عداد الشبه الحضري، كيف أضحت بنيتها التحتية والجمالية؟ ونحن بمكناس لازلنا نبتاع الحديث الجميل، ونتبادل صفات التسييد والتأييد اللامشروط. ونحن بالمدينة ندعو الجميع إلى (حمد الله بكرة وعشية) وكأننا أيتام في دار الخيرية ننتظر إحسان التنمية من السماء.
أَجِيوْ نَتْحَاسْبُو على التنمية المحلية وتدبير القرب والأولويات، والتي هي مَاشِي إحسان وتشريف بالمدينة، بل هي مسؤوليات تلف عنق أي رئيس، ومكتب، ومجلس جماعي منتخب. أَجِيوْ نَتْحَاسْبُو، ونَقْدْرُو نَمْشِيوْ لبنامج (كِي كُنْتِي وَكِي وَلِيتِي) ونضع مقايسات بين ما مضى وحضر، وما أنجز ولو بانتظارات ومطالب الساكنة !!!
أَجِيوْ اليوم نَتْحَاسْبُو فقد يُحاسبنا التَّاريخ عن كل السنوات التي تم تضييعها عن مدينة مكناس. أَجِيوْ نَتْحَاسْبُو ناس المدينة، ومسؤولي جماعة مجلس مكناس عَمَّا تحقق من طفرة تنموية وإبداعية لا ترميمة وإصلاحية. أَجِيوْ نَتْحَاسْبُو شنو اتْزَادْ بمكناس في الحاضر وثمن منجزات الماضي ومدينة السلاطين؟
أَجِيوْ نَدِيرُوا أغنية عن مكناس (أَجِيوْ نَتْحَاسْبُو…وغدا نصوتوا… أَجِيوْ نَتْحَاسْبُو…وبالتنائج نتعايروا… أَجِيوْ نَتْحَاسْبُو…عاد نصوتوا… أَجِيوْ نَتْحَاسْبُو… وبالميزان ديال الذهب انْسَيْدَكْ… و بالحكامة نقدر نَطيحك…) في الماضي القريب، كانت أغنية (كولوا العام زين) لا تعجبنا، ولكن قد نغني جميعا (قولوا مكناس يحتاج إلى قَلْبِ الطَّرْحَةِ… وقولوا البَّاقي من العام بعد أكتوبر زينْ).
أَجِيوْ نَتْحَاسْبُو أحزاب مكناس والشتات، ماذا ستقولون للساكنة عندما يطيح الرئيس، ويتم تَحْييده كرها؟ ما هي منجزاتكم الكمية والنوعية؟ ما هو التغيير الذي يظهر أثره باديا على المدينة والساكنة؟ اشْنُوا بَاغيين من بعد أكتوبر والنكسة!!!؟ أَجِيوْ نَتْحَاسْبُو، ونحن لا نميز بين الأغلبية الهشة، ولا بالشتات المكهرب بالنزاعات. أجيوا نتحاسبوا، ونحن بتنا نتحدث عن سياسة الفخاخ، وملتمسات الإقالة، ونسينا ماذا تحقق من عجز الميزانية منذ الزمن السالف؟ أَجِيوْ نَتْحَاسْبُو، دقة دقة، ونقطة نقطة، وانْشُوفُوا واد التنمية، واش أصابه الجفاف؟ ولا فيه شي بَرَكَة من الإنجازات من شارع فريد الأنصاري.
يبقى أن اللعبة السياسية بمكناس هي ( نسخة متجددة ومتكاملة) حتى ما بعد شهر أكتوبر، ولن تتغير البتة عن سابق عهدها. بقي أن مدينة مكناس لا تصنع التغيير السياسي، بل لها معامل لصناعة (الطواحين الهوائية) و(الهضارية) الكبار. هي مكناس جزء مِنَّا، والكل يدعي أنها في القلب ومن حبها متيم، لكن في التدبير وحسن الاختيارات تبدو مكناس بعيدة عن موعد التنمية الذكية. تبدو أن (كان وأخواتها) لا زلن حضورا بمجلسنا الموقر اليوم ولاحقا. تبدو لهجة (بلقنة الشتات) لن تتغير في الوصف، وستبقى وفية باستعمال سين النعرات السياسية، فإلى متى سنبقى هكذا ؟؟؟