يشهد القطاع الفلاحي بإقليم تارودانت عملية إصلاح وإعادة تأهيل واسعة بعد زلزال الثامن من شتنبر الماضي، حيث يحظى القطاع بالأولوية المطلقة من طرف وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات ضمن جهود إعادة الإعمار.
وتروم عملية الإصلاح وإعادة التأهيل هاته، على الخصوص، تأهيل البنيات التحتية، المائية والفلاحية، واستصلاح سواقي الري، وإنشاء وتجهيز نقط الماء، وإنشاء المسالك الفلاحية القروية، وكذا حماية الأراضي الزراعية من انجراف التربة.
ويحظى تنفيذ هذا البرنامج الاستعجالي بمواكبة خاصة من طرف وزير الفلاحة السيد محمد صديقي. منذ وقوع الزلزال، تابع السيد الوزير الوضع عن كثب وأشرف شخصيًا على تفعيل التدابير الاستعجالية لتخفيف آثار الكارثة على القطاع الفلاحي. من خلال زيارات ميدانية قام بها وبتنسيق مع الجهات المعنية ، وأعطى السيد الوزير تعليماته للجهات المختصة على ضرورة تسريع وتيرة الإصلاحات وضمان توفير الدعم اللازم للفلاحين.
وفي هذا الإطار، تم إطلاق البرنامج الاستعجالي من أجل إعادة تأهيل وتطوير النشاط الفلاحي في المناطق المتضررة من الزلزال، بهدف النهوض بالقطاع الفلاحي وضخ دينامية جديدة في القطاع.
كما يهدف هذا البرنامج إلى إعادة تهيئة البنيات التحتية في القطاع الفلاحي، وخاصة من خلال محاربة انجراف التربة ومظاهر الانزلاق وتعزيز البنيات الاقتصادية الفلاحية وذلك من خلال بناء وتجهيز وحدات التثمين، ومقرات التعاونيات.
ويتم التركيز أيضا على إعادة بناء رأسمال الإنتاج الفلاحي، وإنعاش السلاسل الحيوانية عن طريق إعادة تكوين القطيع (توزيع المواشي على المتضررين)، وتوزيع أعلاف الماشية وإنجاز مشاريع فلاحية تضامنية وغيرها من الأنشطة المدرة للدخل.
وفي تصريح صحفي ، أكد رئيس قسم تنمية السلاسل الفلاحية بالمكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي سوس ماسة، لحسن جابي، أن آثار الزلزال على القطاع الفلاحي انعكست بشكل خاص على البنية التحتية وشبكة الري وسلاسل الإنتاج الفلاحي والحيواني.
وأضاف أن تنزيل البرنامج الاستعجالي من أجل إعادة تأهيل وتطوير النشاط الفلاحي في المناطق المتضررة من الزلزال ساهم في النهوض وتطوير الأنشطة الفلاحية التي تضررت، لا سيما من خلال تنمية السلاسل الحيوانية، وتوزيع الشعير بالمجان لفائدة مربي المواشي المتضررين، إضافة إلى استصلاح منظومة السقي.
وأوضح أن البرنامج الاستعجالي ركز أيضا على فك العزلة عن الضيعات الفلاحية عبر المسالك الطرقية، بالإضافة إلى تطوير وحدات تثمين المنتجات المحلية.
من جانبه، عبر محمد المنصوري، وهو فلاح بجماعة سيدي واعزيز (إقليم تارودانت) عن ارتياحه البالغ للتدابير الاستعجالية التي اتخذتها وزارة الفلاحة للتخفيف من آثار هذه الكارثة الطبيعية على القطاع الفلاحي، معربا في هذا الصدد، عن بالغ امتنانه لصاحب الجلالة الملك محمد السادس على الاهتمام الخاص الذي ما فتئ جلالته يوليه للمواطنين المتضررين من الزلزال منذ الساعات الأولى لوقوع هذه الكارثة الطبيعية.
بدوره، أكد عبد المالك بازي، الفاعل الجمعوي والفلاح بجماعة تالكجونت، أنه بفضل المشاريع المتعددة المنجزة في إطار البرنامج الاستعجالي البرنامج الاستعجالي من أجل إعادة تأهيل وتطوير النشاط الفلاحي بالمناطق المتضررة من الزلزال، فضلا عن التدخلات الميدانية، والدعم المقدم للفلاحين، يشهد النشاط الفلاحي بإقليم تارودانت تطورا مستمرا.
في ظل الجهود المكثفة التي تقودها وزارة الفلاحة، وبفضل التوجيهات الملكية السامية، يسير القطاع الفلاحي بالمناطق المتضررة من الزلزال نحو التعافي الكامل، محققًا بذلك نقلة نوعية نحو الاستدامة والتطور. تتجسد هذه الرؤية في المشاريع المنفذة التي لا تهدف فقط إلى إصلاح ما دمره الزلزال، بل إلى تعزيز قدرة القطاع على مواجهة التحديات المستقبلية وضمان تحقيق التنمية المستدامة.
لقد أثبتت وزارة الفلاحة، بقيادة السيد محمد صديقي، أن إدارة الأزمات ليست فقط استجابة لحالات الطوارئ، بل فرصة لتحقيق تحول إيجابي ومستدام في القطاع الفلاحي، مما يعزز الأمن الغذائي ويضمن استمرارية النمو الاقتصادي والاجتماعي في المنطقة.