متابعة محسن الأكرمين.
في أول ظهور له بعد العودة لقسم الصفوة الاحترافية (إنوي)، دخل النادي الرياضي المكناسي لكرة القدم غمار البطولة بمدينة المولى إدريس الأصغر، وبعزيمة إثبات الذات، والبحث عن صناعة التاريخ الجديد، والتوقيع على البصمة الفريدة التي تميز الكوديم منذ النشأة الأولى (1962).
مباراة أمام نهضة الزمامرة لم تكن في المتناول البسيط، بل هي مباراة من السهل الممتنع، خاصة في ظل حرمان جمهور الكوديم من تأثيث مدرجات ملعب الحسن الثاني، وتحفيز اللاعبين على العطاء والأداء، وصناعة الفرجة الكروية المكناسية. ومن الملاحظات الأولية حضور المكتب المسير بكل متغيراته، وكذا مجموعة من المنخرطين وذلك لدعم البدايات ومسارات الفريق، والوقوف عن مستويات الجاهزية والتكاملية. ومن بين ما ميز ملمح صورة الفريق، القميص الأنيق المخطط بالأبيض والأحمر، والظهرية الحمراء، وكذا توطين علامات مجموعة من المحتضنين بالقميص ، وعلى جنبات ملعب الحسن الثاني بفاس.
كانت المناصفة التامة بين الفريقين، ففي الشوط الأول امتلك فريق نهضة الزمامرة الكرة والمبادرة والتهديف، وكان قاب قوسين من تسجيل أكثر من هدف. حيث كان الدفاع المكناسي يعاني من تحركات واندفاعات لاعبي نهضة الزمامرة الخاطفة خاصة على الجانب الأيمن اللاعب (أشرف مرزاق/ رقم 55)، فيما كانت جميع المحاولات المكناسية لا تشكل خطرا حقيقيا على الحارس (مروان فخر).
وفي متم الدقيقة (23)، وإثر ركنية نفذها اللاعب (محمد بنحليب)، كانت بالمقاس التام، وبضبة رأسية محكمة أسكنها اللاعب (عبد الرحيم خدو) في مرمى الحارس المكناسي (رضا بوناكة). ورغم مجموعة من محاولات استعادة الكرة والتعادل، فلم تفلح خطوط الوسط ولا الهجوم من ذلك، وأعلن الحكم (زهير قديم/ الدار البيضاء) نهاية الشوط الأول بعد إضافة (2د) كوقت بدل الضائع.
في الشوط الثاني تغير إيقاع اللعب وبالسرعة المطلوية لدى لاعبي الكوديم، وكذا في امتلاك الكرة وبناء الحلول الهجومية، حيث تحركت مكونات لاعبي الفريق نحو مرمى نهضة الزمامرة، واستهداف محاولات كثيرة لاستعادة أولا التعادل الإيجابي، ولما لا ربح المباراة الأولى. وبنفس استنساخ نهج فريق نهضة الزمامرة، ومن كرة آتية من ركنية استطاع اللاعب (محسن الربجة) من تسجيل هدف التعادل (الدقيقة 75)، والذي كان متوقعا في أي هجوم منسق.
انتهت المباراة بالتعادل الإيجابي (1-1)، وبلا غالب ولا مغلوب، بعد (5د) كوقت بدل الضائع، وصافرة الحكم. قد لا يمكن تقييم الأداء للفريق المكناسي على عدة اعتبارات متداخلة وغير متوفرة بالدلالة، ولكن هناك عدة علامات كثيرة تم التنبيه إليها في الندوة الصحفية للمدرب (عبد الحي بن سلطان). ثمة عياء يظهر على بعض اللاعبين (الدفاع)، وغياب اللياقة البدنية والجاهزية التامة. ثمة تباعد بين خطوط الدفاع والوسط والهجوم. ثمة رؤية تستوجب تأهيل اللاعبين المحتفظ بهم في الاحتياط لأنهم بحق حين ولوجهم لأرضية الملعب استطاعوا من السيطرة على الكرة وخلق الاندفاعية، والقتالية التامة. لنعد ونعلن: “إنها المباراة الأولى، ولا بد من تحسين بعض الجوانب التقنية والتموضعاتية”.