في خضم الصراع الطويل الذي يديره حكام عسكر قصر المرادية ضد المغرب، بات واضحًا أن النظام الجزائري، المتمثل في العسكر، لا يعرف حدودًا في استغلال وسائل الإعلام لخدمة أجنداته العدائية وخلايا اشباه الصحفيين الجزائريين بعدة دول . فبدلاً من الالتفات إلى هموم الشعب الجزائري، وتلبية تطلعاته المشروعة في العيش الكريم والحرية، يسعى هذا النظام الفاشل إلى إشعال الفتن وتأجيج النزاعات، حتى لو تطلب الأمر استئجار ألسنة أشباه الصحفيين التابعين له في فرنسا وغيرها من البلدان لسب المغرب والمغاربة.
ما نراه اليوم ليس مجرد حملة إعلامية وكل قام به صحفي العسكر (سخافي) المهدي غراز ما هو الا امتداد لسياسة نظام يائس يحاول يائسًا تصدير أزماته الداخلية عبر خلق عدو وهمي خارجي. هذا النظام، الذي يرزح تحت وطأة مشكلات سياسية واقتصادية واجتماعية، بات يدرك أن التحايل على الواقع والتهجم على الدول الشقيقة لن يكون إلا وسيلة مؤقتة لصرف النظر عن فشله الذريع في إدارة شؤون بلاده.
إن ما يقوم به حكام الجزائر ليس سوى محاولة بائسة لإحياء النزعة الاستعمارية، حيث يظنون أن بإمكانهم التلاعب بوعي الشعوب وإقناعها بأكاذيبهم المضللة. لكن هذه الحملات، التي يشنها صحفيون مأجورون يفتقرون إلى المصداقية والمهنية، لن تنجح في إخماد صوت الحق ولن تتمكن من زعزعة أواصر الأخوة بين شعوب المغرب العربي.
يا حكام قصر المرادية، آن الأوان لتدركوا أن عصر التضليل الإعلامي قد ولّى، وأن الشعوب أصبحت واعية بما يجري حولها. ما تحتاجه الجزائر اليوم ليس مزيدًا من الهجمات اللفظية على جيرانها، بل قيادة رشيدة تقودها إلى مستقبل مشرق يستحقه الشعب الجزائري. كفوا عن تصدير أزماتكم وركزوا على بناء الجزائر الجديدة التي لطالما حلم بها الجزائريون.
ختامًا، إن المغرب ماضٍ في مسيرته التنموية، محافظًا على وحدته الترابية ومعتزًا بهويته تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس حفظه الله. ولن تثنيه أصوات النشاز عن مواصلة العمل من أجل رفاهية شعبه وتطوير بلاده. ومن المؤكد أن التاريخ سيذكر من حاول زرع الفتن، ولكنه في النهاية سيلفظهم كما يلفظ الجسد الأجسام الغريبة.
# عادل العربي