في سابقة جديدة تعكس بوضوح مدى الإفلاس الدبلوماسي الذي وصلت إليه الجزائر وجبهة البوليساريو الانفصالية، حاولت الأخيرة التسلل إلى اجتماعات مؤتمر طوكيو الدولي للتنمية في أفريقيا “تيكاد”، مستخدمة وثائق مزورة بهدف إضفاء شرعية زائفة على وجودها غير المعترف به دولياً. ورغم هذا المخطط المكشوف، استطاع المغرب بحكمة وحنكة دبلوماسية كبيرة أن يكشف هذه المحاولة البائسة ويعري حقيقة عصابة قطاع الطرق “البوليساريو” أمام أنظار العالم، مؤكداً مجدداً أن وحدته الترابية خط أحمر لا يمكن تجاوزه.
إن هذه المحاولة اليائسة تأتي في سياق سلسلة من الانتصارات الدبلوماسية التي حققتها المملكة المغربية خلال السنوات الأخيرة، حيث تمكنت من إقناع العديد من الدول الكبرى بأحقية المغرب في صحرائه، مما أدى إلى تزايد عدد الدول التي تعترف بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية. وقد ترافق ذلك مع تعزيز العلاقات الاقتصادية والسياسية بين المغرب وهذه الدول، ما أضاف زخماً كبيراً للقضية الوطنية وجعل منها نموذجاً يحتذى به في حل النزاعات الإقليمية بطريقة سلمية.
وفي مقابل هذه النجاحات المتوالية، تبدو الجزائر عاجزة عن مواجهة الحقائق الميدانية والسياسية، ما دفعها إلى اللجوء إلى أساليب رخيصة تنم عن إفلاس دبلوماسي واضح. دعم الجزائر للبوليساريو لم يعد يقتصر على الجانب السياسي والعسكري فقط، بل أصبح يشمل أيضاً محاولة تشويه صورة المغرب دولياً عبر اللجوء إلى التزوير والتحايل.
لقد أصبحت هذه الأساليب سمة مميزة للجزائر في تعاملها مع قضية الصحراء، حيث لا تتوانى في استخدام أي وسيلة، مهما كانت غير قانونية أو غير أخلاقية، في محاولة لتقويض النجاحات المغربية.
وما حدث في “تيكاد” ليس سوى حلقة جديدة في مسلسل طويل من المحاولات اليائسة لإحداث تغيير في الموقف الدولي من قضية الصحراء، وهو مسلسل بدأ ينكشف تدريجياً أمام المجتمع الدولي الذي بات يدرك تماماً حقيقة هذا النزاع المفتعل.
لكن المغرب، الذي يعتمد في دفاعه عن قضيته الوطنية عبر الشرعية الدولية والقانون الدولي، كان ولا يزال قادراً على التصدي لكل هذه المحاولات الخبيثة. فالموقف المغربي يستند إلى أسس قوية ومشروعة، تعززها علاقات دبلوماسية راسخة مع العديد من الدول الكبرى التي باتت تعترف صراحة بسيادة المغرب على صحرائه. وهذا الاعتراف الدولي المتزايد لم يكن وليد الصدفة، بل هو ثمرة جهود دبلوماسية مضنية قادتها المملكة على مدار عقود، تكللت بإقناع المجتمع الدولي بعدالة قضيتها وشرعية مطالبها.
في المقابل، تجد دولة العسكر (الجزائر) نفسها في موقف حرج، حيث تنكشف أكاذيبها ومحاولاتها الفاشلة أمام أنظار العالم. وفي ظل فشلها في تحقيق أي تقدم دبلوماسي ملموس لصالح البوليساريو، لجأت إلى تزوير الوثائق والتحايل على القوانين الدولية، في محاولة يائسة لخلق واقع مشوه على الأرض. لكن العالم اليوم أكثر وعياً وإدراكاً لحقيقة الأمور، ولم تعد مثل هذه الأساليب تنطلي عليه.
تجدر الإشارة إلى أن هذه المحاولة الفاشلة للبوليساريو للتسلل إلى اجتماعات “تيكاد” بوثائق مزورة، تبرز مدى العزلة الدولية التي تعاني منها هذه الجبهة ومن يقف وراءها. فقد أصبح واضحاً للجميع أن مشروع الانفصال الذي تروج له البوليساريو بدعم من الجزائر هو مشروع وهمي، لا يمتلك أي مقومات سياسية أو قانونية للصمود أمام الحقائق على الأرض. بينما يستمر المغرب في تعزيز تنمية أقاليمه الجنوبية، وتحويلها إلى مناطق جذب استثماري وسياحي كبير ، تساهم في رفاهية السكان وتحقيق التنمية المستدامة بالصحراء المغربية.
في النهاية، يمكن القول إن ما حدث في “تيكاد” هو انتصار جديد للدبلوماسية المغربية، ودرس قاسٍ للجزائر والبوليساريو، اللتين باتتا معزولتين دولياً ومحاصرتين بانتصارات المغرب المتوالية. فالمملكة، بقيادة جلالة الملك محمد السادس حفظه الله، تمضي قدماً في طريق التنمية والازدهار، غير آبهة بالمحاولات اليائسة لعرقلة مسيرتها. وما دامت تعتمد على الحق والعدل في دفاعها عن وحدتها الترابية، فإن الانتصارات ستظل حليفها، بينما ستبقى الجزائر والبوليساريو تتخبطان في أوهامهما الزائفة..
#عادل_العربي