ولاية طنجة تحتفل باليوم الوطني للمهاجر.

 

طنجة، التي تُعرف بتنوعها الثقافي والعرقي، تحتفل سنويًا باليوم الوطني للمهاجر في العاشر من أغسطس. هذا الاحتفال هو مناسبة لتكريم الجالية المغربية المقيمة في الخارج، وتقدير دورها الكبير في دعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المملكة، وللتأكيد على الروابط المتينة التي تجمعهم بوطنهم الأم. وهو الاحتفال الدي ترأسه اليوم السبت السيد الحبيب العلمي الكاتب العام لولاية طنجة مرفوقا بعدد من الشخصيات المدنية و العسكرية.وعددا من أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج.

وقد تأسس اليوم الوطني للمهاجر في عام 2003 بمبادرة من الملك محمد السادس. يهدف هذا اليوم إلى تسليط الضوء على قضايا الجالية المغربية المقيمة في الخارج، وتعزيز التواصل بين المهاجرين ووطنهم، ودعم اندماجهم في المجتمعات المضيفة مع الحفاظ على هويتهم الثقافية المغربية.

وتتميز احتفالات طنجة بهذه المناسبة بتنظيم مجموعة متنوعة من الفعاليات الثقافية والاجتماعية. تتضمن هذه الفعاليات:

1. **معارض ثقافية وفنية**: تُعرض فيها أعمال فنانين مغاربة مقيمين في الخارج وأيضًا تبرز الموروث الثقافي المغربي، مما يساهم في تعزيز الروابط الثقافية بين المغاربة في الداخل والخارج.

2. **ندوات ولقاءات حوارية**: تُنظم ندوات تناقش القضايا التي تهم المهاجرين المغاربة، مثل التحديات التي يواجهونها في بلدان الإقامة وكيفية تعزيز دورهم في التنمية الوطنية. كما تُطرح فيها حلول مقترحة لدعم هؤلاء المهاجرين وتعزيز حقوقهم.

3. **عروض فنية**: تُقام عروض موسيقية وفنية تُبرز التنوع الثقافي المغربي وتشجع على التفاعل بين مختلف الثقافات.

4. **اللقاءات الأسرية**: تُعقد لقاءات تجمع بين أفراد الجالية المغربية المقيمة في الخارج وأسرهم في المغرب، مما يعزز الروابط العائلية والروحية بين الأجيال المختلفة.

وتشكل الجالية المغربية المقيمة في الخارج جزءًا مهمًا من النسيج الوطني المغربي. يُقدَّر عدد المغاربة المقيمين في الخارج بحوالي خمسة ملايين شخص، يساهمون بشكل كبير في دعم الاقتصاد الوطني من خلال تحويلاتهم المالية التي تتجاوز 7% من الناتج المحلي الإجمالي. كما يلعبون دورًا مهمًا في نشر الثقافة المغربية وتعزيز صورة المغرب في العالم.

وفي السنوات الأخيرة، شهدت هذه الجالية اهتمامًا متزايدًا من قبل السلطات المغربية، حيث تم اتخاذ العديد من الإجراءات لتعزيز حقوقهم وتحسين الخدمات المقدمة لهم في المغرب، بما في ذلك تسهيل الاستثمار وتبسيط الإجراءات الإدارية.

ويقول السيد قاسم الفرجاني المهاجر المغربي ببريطانيا أنه وعلى رغم الإنجازات الكبيرة، إلا أن هناك تحديات ما زالت تواجه الجالية المغربية في الخارج. تشمل هذه التحديات:

– **الاندماج في المجتمعات المضيفة**: حيث يواجه العديد من المغاربة صعوبات في التكيف مع الثقافات المختلفة في بلدان الإقامة.

– **الحفاظ على الهوية**: يُعتبر الحفاظ على الهوية الثقافية والدينية المغربية في المهجر تحديًا كبيرًا، خاصةً للأجيال الجديدة.

– **التواصل مع الوطن**: رغم التحسينات في وسائل التواصل والبنية التحتية، إلا أن بعض المغاربة يشعرون بعدم تواصلهم بشكل كافٍ مع وطنهم.

ويمثل اليوم الوطني للمهاجر في طنجة مناسبة هامة للاعتراف بمساهمات الجالية المغربية في الخارج، وللتأكيد على أهمية الحفاظ على الروابط القوية بين المغاربة في الداخل والخارج. يحتفل هذا اليوم بأهمية الوحدة الوطنية والشعور بالانتماء، ويعكس التقدير العميق للمهاجرين ودورهم الحيوي في بناء مستقبل المغرب.

كادم بوطيب

مقالات مشابهة