اهتز الرأي العام الوطني مؤخرًا على وقع حادثة أثارت جدلاً واسعًا، حيث رفض عميد كلية العلوم بابن امسيك، المشرف على التقاعد، تسليم جائزة التميز لطالبة متفوقة في المدرسة العليا للتكنولوجيا بسبب ارتدائها الكوفية الفلسطينية.
الواقعة أثارت استهجان الحضور، الذين عبروا عن دعمهم للطالبة من خلال تصفيق حار تحيةً لها ولموقفها الداعم للشعب الفلسطيني خلال حفل تخرجها. وفي النهاية، تسلمت الطالبة جائزتها من مدير المؤسسة الذي تدخل لإنقاذ الموقف.
الأمر الغريب في هذه الواقعة هو أن العميد كان ضيفًا في الحفل، ولم يكن تحت أي ضغط من أي جهة، مما يجعل موقفه غير مبرر وخارج السياق التاريخي والجغرافي السياسي.
تعليقًا على الحادث، أصدر الفرع المحلي للنقابة الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي بالمدرسة العليا للتكنولوجيا بيانًا استنكاريا وصف فيه الواقعة بـ”الحادث الخطير”. أضاف البيان أن أساتذة وموظفين وطلبة في القاعة انتفضوا ضد هذا التصرف الغريب مما اضطر العميد لمغادرة القاعة.
من جانبه، أعرب مكتب الطلاب بالمدرسة العليا للتكنولوجيا عن استنكاره الشديد لما وقع. وأكد بيان للطلبة أن هذا التصرف أثار استياء وغضب الحضور من أطر تعليمية، وأولياء أمور الطلبة، والطلبة أنفسهم. واعتبر البيان أن هذا التصرف إهانة للقيم الأكاديمية والإنسانية التي تقوم عليها المؤسسات التعليمية.
وأضاف البيان أن ارتداء الكوفية الفلسطينية هو تعبير عن التضامن مع الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، وهو حق يكفله الدستور المغربي والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان. وأكد على ضرورة احترام حقوق الطلاب في التعبير عن آرائهم ومعتقداتهم بشكل سلمي وحضاري.
ودعا المكتب الطلابي جميع المسؤولين في المؤسسات التعليمية إلى الالتزام بمبادئ النزاهة والعدل واحترام حقوق الطلبة، وطالب بإجراء تحقيق عاجل في هذه الواقعة واتخاذ الإجراءات المناسبة لضمان عدم تكرار مثل هذه التصرفات في المستقبل.
وشدد المصدر على تضامنهم الكامل مع الطالبة المتفوقة وحقها في التكريم والاعتراف بجهودها وإنجازاتها الأكاديمية. وجدد التزامهم بالدفاع عن حقوق الطلاب وحريتهم في التعبير والمشاركة الفعالة في قضاياهم الوطنية والإنسانية.
يرى مراقبون أن تصرف العميد يأتي خارج السياق الحالي لكونه يتناقض مع تضامن جلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، والشعب المغربي مع القضية الفلسطينية. وقد أشاد البرلمان العربي مؤخرًا بالموقف المغربي والعناية التي يوليها الملك للقضية الفلسطينية.
كما أن تصرف الطالبة يعكس الحراك الطلابي العام في جامعات عالمية، حيث تشهد جامعات في أمريكا وأماكن أخرى دعمًا كبيرًا للشعب الفلسطيني الذي يتعرض لإبادة جماعية في قطاع غزة.
وحسب مهتمين، فإن تصرف العميد يعيد للواجهة معايير تعيين بعض عمداء الكليات ورؤساء الجامعات الذين لا يستحقون إدارة مؤسسات تربوية وتعليمية. والآن يبقى السؤال كيف سيتعامل رئيس الجامعة ووزير التعليم العالي مع هذا العميد الذي أساء لنفسه وللجامعة المغربية وللوطن، في وقت يتعرض فيه المغرب لضغوط خارجية في عدد من القضايا العربية، منها قضية فلسطين.