نظمت اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية بعمالة صفرو، بشراكة مع مجلس جهة فاس مكناس، و المديرية الإقليمية لوزارة الصناعة التقليدية و الاقتصاد الاجتماعي و التضامني، و كذلك بشراكة مع مكتب تنمية التعاون، و المديرية الإقليمية للفلاحة يوما تواصليا تخليدا لليوم العالمي للتعاونيات على هامش الأسواق المتنقلة للاقتصاد الاجتماعي و التضامني.
وشكل اليوم التواصلي فرصة لتقديم مداخلات في مواضيع الساعة تهم واقع التعاونيات و الآفاق المستقبلية حيث أكدت السيدة حكيمة بلقساوي نائبة رئيس مجلس جهة فاس مكناس ، و رئيسة اللجنة التنظيمية للأسواق المتنقلة ، في كلمة لها على التقدم الملموس في المؤشرات الاقتصادية و الاجتماعية لدى المتعاونين و المتعاونات بفضل برامج الدعم التي توفرها الدولة من خلال المبادرة الوطنية للتنمية البشرية و هو الدعم الذي شجع مؤسسات أخرى على المساهمة في دعم التعاونيات سواء من خلال توفير وسائل العمل و الدعم المادي أو من خلال المواكبة و التكاوين .
و أضافت السيدة بلقساوي أن اقتصاد بلادنا يرتكز على ثلاثة محاور أولها الفلاحة و ثانيها السياحة ، ثم مداخيل مغاربة العالم، و مناسبة هذا القول هو العلاقة الوطيدة التي تربط التعاونيات مع مجال الفلاحة و مجال الصناعة التقليدية حيث تقوم التعاونيات بتثمين المنتوج سواء الفلاحي أو منتوج الصناعة التقليدية عوض تسويقه خاما و هو ما يعطي قيمة مضافة للمنتوج.
غير أن هذا يفرض علينا الحفاظ على سمعة بلادنا في الخارج ضمن طموح التعاونيات لبلوغ العالمية ، تقول بلقساوي في ذات الكلمة، من خلال الحفاظ على معيار الجودة في المنتوج و كذلك تميزه، من جهة أخرى يجب التركيز على عنصر السياحة البيئية و المستدامة خاصة و أن مدينة صفرو تعج بالمؤهلات في هذا المجال .
وفي ختام كلمتها طالبت السيدة حكيمة بلقساوي بضرورة خروج هذه الندوة بتوصيات تهم دعم العمل التعاوني ، و رصد العراقيل التي تواجه العمل التعاوني بصفرو و العمل على تجاوزها . كما أكدت أن اليوم الدراسي بقدر ما هو احتفال بالتعاونيات هو أيضا مناسبة لمعرفة أين وصلنا و ما يجب فعله و ما يمكننا تحقيقه سواء في الإقليم أو الجهة أو بلادنا ككل . كما اعربت عن متمنياتنا بنجاح هذا اليوم الدراسي في رسم آفاق مستقبل واعد.
وفي كلمة أخرى أكد السيد عادل الزاهيري رئيس قسم العمل الاجتماعي بعمالة صفرو أن اليوم الدراسي مناسبة لتقديم التوضيحات الخاصة بتدخلات القطاعات الحكومية سواء المبادرة الوطنية للتنمية البشرية او المجلس الجهوي ، أو قطاع الصناعة التقليدية و الاقتصاد الاجتماعي و التضامني ، و كذلك مكتب تنمية التعاون.
و أضاف السيد الزاهري أن عمالة صفرو أجلت الاحتفال باليوم العالمي للتعاون حتى يصادف انطلاق المعرض الجهوي من أجل زيادة الاستفادة من الحدثين. و عرج على الدور المهم الذي لعبته التعاونيات في الاقتصاد الوطني منذ ما قبل الاستقلال باعتبارها حلقة أساسية سواء لصغار الفلاحين أو لصغار الصناع الذين لا يستطيعون الاشتغال بمفردهم ، و كانوا في حاجة لتسهيلات من أجل تطوير مشاريعهم. و مع التطور أصبحت التعاونيات لا تقتصر فقط على الفلاحة و الصناعة التقليدية ، بل أصبحت تشمل قطاعات أخرى كالصناعات التحويلية و التعليم و قطاعات أخرى .
وأضاف السيد زاهري أنه في هذا الإطار عملت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في مرحلتها الثالثة على تكثيف الدعم للتعاونيات ، حيث ركزت على دعم مشاريع الشباب و دعم التعاونيات بهدف الرفع من جودة ادائها و تعزيز مكانتها في الاقتصاد الوطني. و مع كل ما سبق يبقى أنه لازال هناك تحديين اثنين يواجهان الاقتصاد التضامني يتعلق الأول بضرورة إحداث قانون إطار تعمل عليه الوزارة لتحديد القطاع بشكل دقيق ، و الثاني تحديد مؤسسات الاقتصاد التضامني أيضا بشكل دقيق .
ومن جهة أخرى يضيف ذات المسؤول تعمل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية على تمكين التعاونيات من الحصول على التراخيص اللازمة و شواهد الجودة ، و بالتالي تسهيل ولوجها للتسويق، خاصة و أن معظم المتعاونين و إن كانوا ماهرين في الإنتاج فهم غالبا ما يصادفون صعوبات في التسويق ، و هو ما تعمل المبادرة الوطنية لمساعدتهم فيه سواء من خلال المنصات الالكترونية ، أو من خلال المعارض.
علاوة على ذلك تعمل المبادرة على مواكبة المتعاونين في ما يتعلق بإعداد المشاريع خاصة و أن معظم المتعاونين يلجؤون إلى نقل مشاريع سابقة حرفيا دون مراعاة الظروف الخاصة لكل مشروع، و لهذا تعمل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية على إعداد دراسة لتقصي سلاسل الإنتاج التي يمكن الاشتغال عليها لصياغة مشاريع خاصة بالتعاونيات.
للإشارة فشعار الاحتفالات بالتعاون هذه السنة” التعاونيات تبني مستقبلا أفضل للجميع “ليس شعارا محليا وإنما هو شعار عالمي، وتستعد منظمة الأمم المتحدة لاعتبار سنة 2025 سنة للتعاونيات بامتياز. على أن الاحتفال بالتعاونيات هو مناسبة لتسليط الأضواء عليها والتعريف بما قدمته للاقتصادات العالمية خصوصا بعد الأزمة العالمية التي جاءت بعد جائحة كوفيد، كما هو فرصة للوقوف على المشاكل التي تواجه القطاع التعاوني وسبل معالجتها.
جدير بالذكر أن الأسواق المتنقلة المنظمة من 12 إلى غاية 16 يوليوز ستتيح فرصة للتعريف بالمنتوج و دعم التسويق علاوة على الاستفادة من فقرات خاصة بالتكوين و التأطير التي ستنظم بالمناسبة.