شهد مركز علاج الإدمان الواقع في بئر الشفاء بطنجة حادثة غير مسبوقة حيث قام عدد من المدمنين باقتحام المركز بالقوة، حيث يُعتقد أن السبب وراء هذا الاقتحام هو حاجة المدمنين الماسة إلى الجرعات، في ظل نقص الموارد المتاحة لهم.
وصرحت إدارة المركز بأنهم أصيبوا بالدهشة والصدمة جراء هذا التصرف، مشيرين إلى أن هذا يعكس حجم الأزمة التي يعاني منها المدمنون، وبدورها استنفرت السلطات المحلية والأمنية كل إمكانياتها لتهدئة الوضع مدينة بشدة هذا التصرف، ومؤكدة أنها ستقوم باتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية المراكز والمؤسسات الصحية بالمدينة.
وعبر العديد من سكان المدينة عن استيائهم من تدهور الأوضاع الصحية بطنجة ، مطالبين بضرورة إيجاد حلول جذرية لمشكلة الإدمان الدي تعاني منه شريحة كبيرة من المجتمع في دات البحرين.
وطنجة، المدينة الساحلية الجميلة الواقعة في شمال المغرب، تعيش اليوم على وقع مشكلة خطيرة تهدد نسيجها الاجتماعي والاقتصادي: الإدمان. حيث بدأت هذه الظاهرة تأخذ أبعادًا مقلقة في السنوات الأخيرة، مما دفع السلطات والمجتمع المدني إلى دق ناقوس الخطر واتخاذ خطوات لمواجهتها.
وتعود أسباب انتشار الإدمان في طنجة إلى عدة عوامل، منها الاجتماعية والاقتصادية والنفسية. البطالة والفقر والضغوط الاجتماعية كلها عوامل تسهم في زيادة معدلات الإدمان. بالإضافة إلى ذلك، فإن توفر المخدرات بأسعار منخفضة وسهولة الوصول إليها يسهم في تفاقم المشكلة.
من بين أكثر المواد المخدرة انتشارًا في طنجة، نجد الحشيش والكوكايين والهيروين، بالإضافة إلى الأقراص المهلوسة. وهذه المواد تتسبب في آثار صحية ونفسية وخيمة على المدمنين، حيث يعانون من تدهور الحالة الصحية والعزلة الاجتماعية وفقدان القدرة على العمل والإنتاجية.
وكثيرا ما قامت السلطات المحلية في طنجة، بالتعاون مع الجمعيات الأهلية والمنظمات غير الحكومية، بإطلاق عدة مبادرات لمكافحة الإدمان. ومن بين هذه المبادرات، إنشاء مراكز لإعادة التأهيل وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي للمدمنين وعائلاتهم. كما تم إطلاق حملات توعية في المدارس والجامعات والأحياء السكنية للتعريف بمخاطر الإدمان وأهمية الوقاية منه.
ورغم هذه الجهود، لا تزال التحديات قائمة. حيث يعاني العديد من مراكز إعادة التأهيل من نقص في التمويل والموارد، مما يعيق قدرتها على تقديم الخدمات اللازمة للمدمنين. بالإضافة إلى ذلك، يواجه المجتمع صعوبة في تغيير النظرة السلبية تجاه المدمنين، مما يعيق عملية اندماجهم الاجتماعي بعد التعافي.
ومن الضروري تكثيف الجهود لمواجهة هذه الظاهرة بشكل شامل ومستدام. كما بجب أن تتضافر جهود الحكومة والمجتمع المدني والقطاع الخاص لتوفير الدعم المالي والبشري اللازم لمكافحة الإدمان وتقديم الرعاية اللازمة للمدمنين. كما يجب تعزيز برامج الوقاية والتوعية لضمان حماية الأجيال الصاعدة من الوقوع في شرك الإدمان.
وأخيرا إن مكافحة الإدمان ليست مهمة سهلة، لكنها ضرورية للحفاظ على صحة وسلامة المجتمع. حيث تحتاج طنجة اليوم إلى استراتيجيات متكاملة ومستدامة للتصدي لهذه الظاهرة وضمان مستقبل أفضل لأبنائها.
كادم بوطيب