في السهرة الافتتاحية للمهرجان المحلي للربيع بطنجة،ألهب الثنائي الموسيقي سارة وإسماعيل حماس الجمهور بأدائهم الرائع الذي جمع بين التراث الأمازيغي والتجديد الموسيقي العصري. الزوجان اللذان يتمتعان بموهبة فريدة وقدرة على الابتكار، قدما عروضًا موسيقية أثارت إعجاب الجميع وتركت أثراً لا يُنسى في أذهان الحاضرين. الحفل أظهر قدرة الثنائي على إحياء التراث بلمسة حديثة جعلت الجمهور يتفاعل بحماس كبير. تُعرف سارة وإسماعيل بجمعهما بين الأصالة والحداثة في موسيقاهما، حيث قاما بتحديث الألحان الأمازيغية التقليدية وأدخلا عليها نكهات موسيقية عصرية تتناسب مع الأذواق الحديثة. هذا التجديد لم يأتِ من فراغ، بل هو نتاج سنوات من البحث والتجريب، حيث أمضى الزوجان أكثر من 10 سنوات في الصين، متمتعين بالتنوع الموسيقي الكبير الذي تزخر به الثقافة الصينية. تلك السنوات أثمرت عزفاً موسيقياً غنياً بتأثيرات متعددة. خلال إقامتهم الطويلة في الصين، استلهم الثنائي من أساليب موسيقية متعددة ومتنوعة، مما ساعدهم على تطوير أسلوبهم الخاص الذي يجمع بين الجذور الأمازيغية والتأثيرات الموسيقية الحديثة من الشرق الأقصى. كانت تلك الفترة بمثابة ورشة عمل مستمرة، حيث ان انفتحاهما على أنواع مختلفة من الموسيقى مثل الجاز، والروك، والموسيقى الإلكترونية، وأدخلا هذه التأثيرات بشكل متناغم في موسيقاهم الأمازيغية. هذا التنوع أثرى موسيقاهم وأضفى عليها طابعًا عالميًا.
في المهرجان، قدمت سارة وإسماعيل مجموعة من الأغاني التي تجسد هذا المزج الفريد، مما جعل الجمهور يعيش تجربة موسيقية متميزة وفريدة من نوعها. تناغم الأصوات بين سارة بصوتها العذب وإسماعيل بمهاراته الموسيقية العالية، بالإضافة إلى الألحان المبتكرة، خلق جوًا حماسيًا تفاعل معه الحاضرون بشكل كبير. لا شك أن سارة وإسماعيل استطاعا بفضل موهبتهما وتجديدهما أن يجذبا جمهورًا واسعًا من مختلف الأعمار، مما يؤكد أن الموسيقى الأمازيغية قادرة على التطور والاندماج مع التيارات الموسيقية الحديثة دون فقدان هويتها الأصيلة.
كادم بوطيب