بفضل جلالة الملك المغرب يحتذى به في التعاطي مع مسألة التعايش الجماعي و السلم
المشيشية الشاذلية منذ القرن 12 حريصة على الدعوة إلى الإسلام المعتدل ونبذ العنف
الحروب لا تجلب سوى الدمار و المآسي الإنسانية التي يروح ضحيتها الأبرياء
شهد اليوم الثاني،السبت 18 ماي 2024، من مهرجان “ماطا” تنظيم مائدة مستديرة ،جعلت من موضوعها الأساسي السلم و حوار الثقافات والحضارات،شارك فيها ممثلون عن مختلف قارات العالم،ورجال الدين من الأديان السماوية، بالإضافة إلى اتريسيا بيلار ليومبارت كوساك سفيرة الاتحاد الأوروبي بالمغرب.
وقد استحضر المشاركون في هذه المائدة المشترك الثقافي والروحي بين أبناء العالم الواحد، كما تم إبراز ملامح الهوية الثقافية لحضارة المغرب عبر تراث ماطا اللامادي الذي يحمل الكثير من القيم والدلالات الداعية الى السلام والتعايش والتآزر الجماعي.
وبالمناسبة أكد نبيل بركة رئيس المهرجان أن المدرسة المشيشية الشاذلية العريقة،و منذ القرن 12،حريصة على الدعوة إلى الإسلام المعتدل،و نشر ثقافة السلم والتآخي والتعايش بين مختلف حضارات العالم ،والمساهمة في إبراز معالم مختلفة من الهوية الثقافية للحضارة المغربية الأصيلة، وفقا للتوجيهات السامية لأمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس نصره الله،التي يستحضر فيها دوما أهمية السلم والسلام ،و رفض كل أشكال التمييز، والعنف ضد الانسان في أي مكان من بقاع الأرض.
وشدد الأستاذ بركة على الحاجة الماسة اليوم إلى كل مبادرة تخدم السلم والسلام في العالم،كون الحروب لا تجلب سوى الدمار و المآسي الإنسانية التي يروح ضحيتها الأبرياء.
كما أبرز الأستاذ بركة المكانة المتميزة التي تحظى بها المشيشية الشاذلية في القارة الافريقية، والتي لعبت أدوارا هامة عبر التاريخ في عدد من البلدان،وتجلى ذلك في نشر قيم الإسلام الوسطي المعتدل، ورفض التشدد، و نبذ العنف بكل أشكاله.
واجمع المتدخلون على أن مهرجان ماطا بات علامة متميزة لاستلهام ثقافة العيش الجماعي وتناقح الحضارات الإنسانية، والحوار ما بين ممثلي الأديان السماوية.
مستحضرين كذلك مبادرات جلالة الملك محمد السادس اتجاه الإنسانية جمعاء،حتى أصبحت المملكة المغربية مثلا يحتذى بها في التعاطي مع مسألة التعايش الجماعي و السلم.
وفي ذات السياق توقفت سفيرة الاتحاد الأوروبي بالرباط، عند المكانة التي يحظى بها المغرب في محيطه الإقليمي والجهوي والدولي، باعتباره أرضا للسلام والتعايش بين الأديان.
كما استشهدت باحتفال القارة الأوروبية في 9 ماي من كل سنة ب”يوم أوروبا” والذي يعد تاريخا رمزيا يتزامن مع اللحظة التى بدأت فيها عملية وحدة الدول الأعضاء،قبل 72 عاما أي فى 9 ماي سنة 1950 بعد 5 سنوات فقط من الحرب العالمية الثانية.
ومنذ تلك اللحظة التاريخية، تصورت المفوضية الأوروبية هذه الفكرة على أنها حقيقة يمكن من خلالها إنشاء إدارة مشتركة من شأنها أن تعود بالفائدة على جميع دول هذه القارة، وينسيها ذكرى الحروب التي عادت عليها بالويلات والمآسي الإنسانية، وهو ما خلق بذرة الاتحاد الأوروبى الذي تأسس في نوفمبر 1993.
وكان مسك ختام هذا اللقاء رفع نداء رسالة السلام من “ماطا” أرض البركة والسلام إلى كافة بقاع العالم.