بلادي نيوز: محمد أبوري
بقلوب يعتصرها ألم الوداع، وعيون تقاوم انسياب عبرات الفراق، أقيم يومه الأحد 31 دجنبر حفلا تكريميا، لتوديع الفقيه العلامة الحاج محمد ضمير، الذي قضى ما يربو على 53 سنة واعظا ومرشدا وإماما وخطيبا بمسجد الرحمة بالحاجب تيكوين..
الحاج محمد ضمير، الرجل المعطاء الذي نسج في قلوب ساكنة الحاجب والمناطق المجاورة سمفونيات محبة وإخاء، ونقش في عقول تلامذته أفكارا حاثة على التسامح والتوادد، ورسم في العيون أحلام حياة قوامها العيش بما يرضي الله عز وجل، وقف اليوم هذا الطود الشامخ وسط محبيه الذين حجوا من كل فج عميق، ليشهدوا لحظة توديعه والاحتفاء به وتكريمه على ما أسداه من خدمات جليلة، تمثلت في تلقينه لأجيال متعاقبة تعاليم الدين الإسلامي السمحة، الداعية إلى نبذ الخصام ونشر المحبة وتوطيد أواصر التوادد والإخاء، وزرع بذور الإيثار والتكافل ونكران الذات..
نقترب من الخيمة التي نصبها بإتقان واحترافية أعضاء اللجنة المسيرة لمسجد الرحمة، حيث اصطف بعضهم لاستقبال الضيوف والابتسامة تعلو وجوههم الوضاءة، الكراسي المصفوفة بعناية كانت قد امتلأت أو أوشكت بشخصيات من مشارب عدة: فقهاء، علماء، دكاترة، أساتذة… في الوقت الذي اقتعد فيه الحاج محمد ضميرا كرسيا بجانب منصة الخطابة، بجلبابه الأبيض بياض قلبه ووجهه البشوش، منصة تناوب عليها ثلة من الأساتذة الأفاضل وعلماء وشخصيات
لإرسال كلمات ودرر معبرة عما يختلج دواخلهم من معاني الوفاء والتقدير لعالم جليل، أفنى زهرة عمره مناضلا معلما للقرآن، مرابطا في المحراب..
خلال هذا الحفل التكريمي البهيج، تم تكريم الفقيه الجليل بهدايا ودروع وشواهد تقديرية، والأهم من كل ذلك، تم تكريمه بحب وشغف كبير، ذاك الذي غرسه بين ثنايا محبيه وتلامذته وجلساءه، وها هو اليوم يجني ثمار ما غرسته يداه..