وزيرة الدفاع الإسبانية تندد بالمجازر الكبرى التي يتعرض لها المدنيون والتي تنتهك القانون الإنساني في غزة

 بلال الغرناطي

نددت وزيرة الدفاع الإسبانية، مارغريتا روبليس بـ”الوضع الرهيب” في غزة، حيث “تُرتكب مجازر كبيرة ضد السكان المدنيين، في انتهاك مطلق لقواعد القانون الإنساني الدولي”، وفق ما نقلت صحيفة الباييس عن الوزيرة. ويعد هذا الانتقاد الموجه ضد إسرائيل بسبب حربها على قطاع غزة هو الأول الذي يأتي من مسؤول عسكري رفيع في أوروبا وحلف الناتو.

وليس هذا هو أهم موقف رسمي إسباني منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة. فقد عبّر رئيس الحكومة ووزير الخارجية ووزراء آخرون عن مواقف مشابهة تندد بالعدوان الإسرائيلي وتطالب بمتابعة رئيس الوزراء الإسرائيلي أمام القضاء الدولي.
كما قادت إسبانيا بصفتها الرئيسة الدورية للاتحاد الأوروبي جهودا لحث الدول الأوروبية للاعتراف جماعيا بدولة فلسطين.

وفي 30 نوفمبر/ تشرين الثاني، استدعت إسرائيل سفيرتها لدى إسبانيا، روديكا راديان جوردون، للتشاور بعد أن أعرب رئيس الحكومة، بيدرو سانشيز عن “شكوك صريحة” في أن الجيش الإسرائيلي يحترم القانون الدولي في هجومه على القطاع، كما تذكر الصحيفة.
وجاء تنديد وزيرة الدفاع الإسبانية أثناء تواجدها على متن الفرقاطة منديث نونيث، على بعد ثمانية أميال من ساحل مالقة. وسافرت وزير الدفاع بطائرة هليكوبتر إلى السفينة لتهنئة طاقمها (229 من أفراد الطاقم، بما في ذلك 48 امرأة)، الذين من المقرر أن يصلوا إلى ميناء فيرول (آكورونيا) يوم 22 بعد أربعة أشهر من الاندماج في أسطول حلف شمال الأطلسي.

وتشرح الباييس أن العملية التي شاركت فيها الفرقاطة الإسبانية والمعروفة باسم “نوبل شيلد”، المصممة لردع روسيا في شرق البحر الأبيض المتوسط بعد غزو أوكرانيا، أصبحت معقدة بعد 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، عندما تسبب هجوم المقاومة الفلسطينية على إسرائيل ما أدى لمقتل 1200 ضحية في إسرائيل، وبعدها شن الجيش الإسرائيلي عملية انتقامية ضد غزة، خلفت حتى الآن أكثر من 19000 قتيل، كما توضح.
واعترف قائد الفرقاطة ميندثز نونيث، كابتن الفرقاطة دافيد دياث كانيخا، بأن القناة التي تفصل جزيرة قبرص عن الساحل السوري أصبحت منطقة خطر، نظرا لقصر وقت رد الفعل في حالة وقوع هجوم انطلاقا من قاعدتا طرطوس وباسل الأسد الروسيتان.

وقد حددت الفرقاطة الإسبانية خلال مهمتها أكثر من 10 آلاف سفينة؛ من بينها 11 سفينة حربية روسية و17 سفينة تجارية تحمل العلم أو المصدر أو الوجهة إلى ذلك البلد، في ما يشكل مناورة دقيقة يتم فيها الحفاظ على مسافة أمان لتجنب وقوع حوادث أو سوء فهم. كما شاركت الفرقاطة مينديث نونيث، لمدة 14 يوما، في مهام مرافقة لحاملة الطائرات الأمريكية جيرالد فورد، التي أُرسلت إلى المنطقة على رأس مجموعة قتالية لثني إيران عن توسيع حرب غزة إلى المنطقة، حسب صحيفة الباييس.

حتى الآن، لم يكن للصراع الإسرائيلي الفلسطيني تأثير على حركة الملاحة البحرية، لكن الهجمات التي شنها الحوثيون من اليمن، حلفاء طهران، ضد السفن التي تبحر في البحر الأحمر والمتوجهة إلى إسرائيل، ما أجبر بالفعل خمس شركات شحن وشركات نفط كبرى على تعليق رحلاتها عبر قناة السويس.

وتضيف الصحيفة أن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، قد دعا الثلاثاء، إلى عقد مؤتمر عبر الفيديو مع الدول الحليفة لإطلاق قوة حماية دولية ضد الهجمات القادمة من اليمن. وذكرت مصادر في وزارة الدفاع تنقل عنها صحيفة الباييس أن إسبانيا، التي سيمثلها في الاجتماع رئيس القيادة العسكرية الأدميرال الجنرال تيودورو لوبيث كالديرون، لا تخطط للمشاركة في هذه العملية. وما لم توضح المصادر ذاتها، وفق الباييس، هو ما إذا كان الاتحاد الأوروبي قد قرر تغيير مهمة عملية “أتالانتا” المخصصة لمكافحة القرصنة في المحيط الهندي إلى هذه المهمة الجديدة.

وتوضح المصادر العسكرية الإسبانية أن المشكلة هي أنه بعد ثلاث سنوات من عدم النشاط، عادت القرصنة الصومالية إلى النشاط في الأسابيع الأخيرة بالتزامن مع اندلاع الحرب على قطاع غزة. وتم اختطاف قارب صيد إيراني في 22 تشرين الثاني/نوفمبر، وسفينة الشحن البلغارية “أم في روين” التي ترفع العلم المالطي في 14 نوفمبر/ تشرين الثاني.

وتوجهت الفرقاطة الإسبانية فيكتوريا، وهي جزء من البعثة الأوروبية، إلى المنطقة التي تقع فيها السفينة تعرضت فيها السفينة البلغارية للقرصنة لمراقبة تحركات الخاطفين. إن مغادرة المحيط الهندي والانتقال إلى البحر الأحمر يعني الدفاع عن منطقة مقابل التخلي عن أخرى لا تقل خطورة وأهمية، كما تشرح المصادر العسكرية التي استشارتها صحيفة الباييس، والتي في المقابل تشتبه في أنه ليس من قبيل الصدفة أن القراصنة، بعد ثلاث سنوات من عدم النشاط، استأنفوا هجماتهم بالتزامن مع بدء الحرب على غزة.

المصدر: وكالات