متابعة محسن الأكرمين.
كثيرا ما كُنَّا نُمنِّي النفس بالخير العميم، إذا ما تمكنت الكوديم النجاة من قسم الهواة. كثيرا ما سمعنا مجموعة من الخطابات المسؤولة التي تدغدغ الإحساسات، وتلعب على وتر الرياضة كرافعة تنموية بالمدينة، وبعدها (تَسْرَطْ) لسانها وكأن لا شيء حدث !! من البداية لنتفق لزاما، بأن الكوديم ملك مشترك بالمدينة، ويمكن اعتبارها بالجدية من (زمام تريكة) مكناس الغالية. نعم، ملك مشترك في الحب والرعاية والنتائج الجيدة، وتحمل رمزية تاريخية (مكناس= الكوديم)، كما أن (لوغو) النادي يسوق لعلامة مكناس الرياضية الأولى.
أخيرا وبعد سبع سنوات طوال عجاف في قسم الظلمات، صعدت الكوديم نحو الدوري الاحترافي الثاني. تحقق حلم مدينة أولا، ولم ينته بالتمام، ما لم يرتق النادي نحو القسم الاحترافي الأول. صعود الكوديم، لم يأت عن فراغ أو من مجازفة غير راشدة، بل جاء عبر عمل تشاركي استراتيجي ونوعي لمكتب عمل بجد وتطوع ذاتي، وعبر عمل مؤسساتي صنع الثقة، واشتغل في صمت. لذا اليوم، يجب على الجميع حماية مُنجز الترقي نحو الدوري الاحترافي الثاني بالاحتياط من شتى الانزلاقات والمخاطر، والعمل على دعم النادي ماديا ومعنويا لأجل إتمام مسيرة الارتقاء.
نعم، تحقق الحلم، وقد غابت مجموعة من الوعود الشفهية والضمنية، والتي كانت تُلقي الوُرودَ على كلمة الصعود. اليوم يغيب الجواب عن أسئلة: ما حجم الميزانية التقديرية، والتي يجب توفير اعتماداتها لتدبير النادي؟ ما هو الخصاص أو العجز المالي الذي يجب دعمه بالاستعجال قبل نهاية السنة الحالية؟ هل النادي يُؤمن الاستدامة المالية، أو هو في وضعية المنزلة بين المنزلتين؟ لما تتأخر الأيدي الخيرة في دعم النادي قبل ظهور فجوات الأزمات المالية !!؟ لماذا الدعم المؤسساتي يأتي لاحقا ومتقطعا؟ لماذا تم تخفيض منحة الجماعة بالتقليص من (3) مليون درهم إلى (2) مليون درهم؟ لماذا يتم ربط الدعم لزاما بالنتائج والأداء، وفرق من نفس طينة مكناس تقبع في الصف الأخير وتنال دعما سخيا؟
قد تكون جُلُّ الأندية الرياضية بالمدينة تُعاني الحرمان أو التقطع في نَيْلِ منح الدعم التكميلية والاستثنائية من مجالس المدينة، ومن مجلس جهة (فاس مكناس). قد تكون جُلُّ الأندية الرياضية بمكناس تعيش دُيونا عالقة ومتراكمة (ومشتتة) تُكسر طموحها الرياضي. فبعد ذاك النقاش الصحي الذي ساد النقطة (33) الخاصة بدعم النادي المكناسي بمجلس الجماعة ومعاودة ( الدراسة والموافقة على تجديد اتفاقية الشراكة بين جماعة مكناس والنادي الرياضي المكناسي لكرة القدم، مع الرفع من الدعم المخصص لها إلى (3) مليون درهم نظرا للنتائج الجيدة التي حصل عليها...)، قد نقول: أن جل المتدخلين أثناء الدورة يتمنون بالكلام الخير للنادي. وهذا إجماع يجب التصفيق له مبدئيا، كما يجب التنبيه أن الشأن الرياضي بالمدينة يَلقى مخفضات السرعة من خلال مناوشات متنوعة عقيمة، ومناورات كيدية بخسة، لا تفرق بين الرؤية السياسية والرياضة كرافعة تنموية.
لا علينا، المنحة المقررة للدعم تقلصت إلى (2) مليون درهم، وبوعود تكملة (1) مليون درهم في حالة النتائج الجيدة وأفق الصعود. لكن المشكلة العالقة والحاجز القاتل للكوديم هو التأخر في صرف هذه المنحة (القليلة)، حيث يمكن أن ترجع الميزانية السنوية لمجلس جماعة مكناس (2024) من مؤسسة السيد العامل بتذييلات المراجعة والتصويب وإعادة التصويت !! من تم قد يطول مشوار الدعم، والكوديم في حاجة إلى السيولة المالية اللازمة، لا الوعود الورقية. لذا لا بد من بحث عن حلول سبقية لصرف الدعم وفق مساطر قانونية بديلة، وهذا المعطى ممكن الحصول، إذا ما حسنت النيات.
التخوف أن تتكرر تجربة العود إلى قسم الهواة، في غياب ائتلاف مدينة لأجل دعم النادي ومساندته معنويا وماديا. المشكلة تكمن في ربط الدعم والمنح بالأداء الرياضي، وهو مطلب لا نختلف فيه بتاتا، ولكن حين يكون الدعم (قَدُو حَدُو) هُنا الخلل، وغياب ميزان تساوي أداء النتائج بقيمة الدعم. لِنُبقي الدعم حق من الحقوق الواجبة دون استفاضة القول. لنعلن، أن الكوديم يستحق التفاتة مادية ومعنوية من قبل الفاعلين الاقتصاديين والمستثمرين، وعموم المجالس المنتخبة بالمدينة، لأن (الكوديم سير تضيم) علامة مكناس الحصرية والأولية.