بلادي نيوز: عمر أعكيريش
لا أحد يناقش أن بوجلود يعتبر تراث ثقافي سوسي أمازيغي، ومن ينكر ذلك فهو جاهل للتاريخ وناكر لمسار ثفافي متجذر، لكن احتفالات الأجداد وحتى الأمس القريب كانت تتسم بالحشمة والوقار، يعمدون إلى لبس جلود الأغنام والماعز بعد تطهيرها بطبيعة الحال، ويقومون باحتفالات بالشارع العام، مع تنظيم ” كارنفال” يضم مجسمات من باخرة، طائرة… مع تقمص الشباب لأدوار الشرطي وبائع الماء، والإطفائي وهلم جرا، وكل ذلك يمر في جو يسوده الاحترام وعدم الاعتداء على حرية الغير ..
لكن بدأنا نلاحظ نوعا من التجديد، حيث طغى الماكياج حتى خرجت الأمور على السيطرة، وبدت أصوات سوسية غيورة تشجب وتندد، غير راضية بالمرة على ما آل إليه واقع بوجلود اليوم.. وأضم صوتي إليهم، وأقول أن هؤلاء الأشخاص الذين اجتهدوا بهذه الكيفية حتى أضحوا يتشبهون بالنساء، إنما يمثلون أنفسهم وتكوينهم وميولاتهم، ولا يمثلون بالمرة بوجلود ولا الثقافة السوسية..
ناهيك عن الفوضى التي بدأت تصاحب هذه الاحتفالات، سيما أن بعض الجهات الموكل إليها تنظيم هذه التظاهرات تفتقر إلى التكوين في هذا المجال، إلى جانب الضعف الأمني ” الله يحسن العوان” حتى بعض الشباب خلال فترة الاحتفالات يكون قد تعاطى لجميع أنواع ” المخدرات” ما يتسبب في اندلاع اصطدامات تستعمل فيها الأسلحة البيضاء، وتعرف فيه حركة سيارات الاسعاف رواجا كبيرا..
أخيرا.. وفي ظل هذا المسخ البعيد كل البعد عن مظاهر احتفالات بوجلود التي افتقدنا أجواءها الجميلة، لا يسعني إلا أن أقول: أن الموروث الثقافي الأمازيغي العريق ” بدا كياكل العصى” لذا، أوقفوا العبث، وأعيدوا لنا بوجلود بصورته الجميلة النقية البهية..