بلادي نيوز: عمر أعكيريش
في حدود الساعة الثامنة والنصف من مساء اليوم الثاني من عيد الأضحى المبارك، سمعت طرقا بباب منزلي، فتح ابني الباب، ليعود بعد دقائق معدودات، ليؤكد لي أن جارنا فلان يطلبني، خرجت مسرعا، فما جاء في هذا الوقت إلا لأمر هام وجلل، ومن خلال نبرات صوته تأكدت أن خطبا ما حصل، بادرني أن ابنه الصغير يشتكي من حمى زائدة، إضافة إلى تقيئ بصفة مستمرة لدرجة ما عاد في بطنه ما يلقيه، مؤكدا لي أنه طلب سيارة إسعاف لتقله للمستشفى لكن بدون جدوى، طالبا مني أن أحاول الاتصال بالوقاية المدنية لعلي أفلح في إقناعهم للحضور وإغاثة فلذة كبده..
ولجت منزلي، أخذت هاتفي، ركبت الرقم 15 وضغطت على زر الاتصال، مباشرة على الطرف الآخر جاءني الرد: مساء الخير.. من معي؟
مرحبا.. معكم فلان، القاطن بالحي الفلاني، اتصل بكم بشأن أحد جيراني، ابنه يعاني مشكلة صحية..
ما نوع المرض الذي يعانيه؟
شرحت له بالتفصيل الممل ما بلغني من جاري حول وضع ابنه الصحي..
رد علي: آه لقد اتصل بنا والده، وشرحنا له أن ابنه ربما يعاني من تسمم، وعليه نقله للمستشفى بطريقته الخاصة..
قلت له، لكن سيدي..
قاطعني، هل سأعيد الشرح مرتين، ليس عندي ما أضيفه..
ألو ألو.. لا من يجيب، انقطع الاتصال، أو بعبارة أصح، قطع الاتصال، وتركني كالأبله أردد لازمة: ألو ألو، ولم ينقصني في تلك اللحظة إلا أداة موسيقية حتى تكتمل الصورة..
خرجت عند جاري أجر ذيول الخيبة، فبادرته بالقول: ” عليك جاري العزيز بشي هوندا أو تريبورتور لنقل ابنك للمستشفى”
وأطلب من الله أن يعجل له بالشفاء..