من المستفيد من ” ريع” ملاعب القرب بمدينة مكناس؟؟

بلادي نيوز: محمد الوردي

قيل أنه تم الحسم خلال السنوات الأخيرة مع ما يسمى ب ” الريع” بكل أصنافه وأشكاله، بيد أن سؤال لا يزال يتزاحم بذهني، ويضرب بقوة بمطرقته المزعجة والمؤلمة: من المستفيد من الإتاوات المفروضة على اللاعبين الراغبين في الاستفادة من ملاعب القرب بمدينة مكناس؟؟؟
واقع الحال يقول أن جهات تفرض رسوما مقابل اللعب بالملعب العمومي تصل إلى 10 دراهم للاعب الواحد على كل ساعة لعب، بمعنى أن لقاء في كرة القدم يجمع بين فريقين مكونين من 12 إلى 14 لاعب، يكون مجموع ما يتم تحصيله 140 درهم للساعة، علما أن فرقا أخرى تنتظر دورها على مدى اليوم..
ألا يعتبر هذا ريعا؟ ومن المستفيد منه؟؟
كل فعاليات المجتمع المدني بالمدينة تطالب بمجانية ملاعب القرب، وفتحها في وجه الشباب المنحدرين من مختلف الطبقات الاجتماعية، بغية محاربة كل المظاهر السيئة التي غالبا ما تلاصق الشباب وتطاردهم في هذه المرحلة الحساسة من العمر، وتشجيعهم على الإقبال على الرياضة.. وما دون ذلك فهو ريع وفرصة للبعض للاغتناء غير المشروع، وتحويل تلك الملاعب إلى دجاجة تبيض ذهبا..
علما أن هذه الملاعب، إنما تم إنجازها من المال العام، ما يستوجب أحقية شباب المدينة من الاستفادة منها بالمجان، لا سيما أن الهدف الأساسي من إنجازها هو تشجيع الشباب على الممارسة الرياضية، خاصة وسط شباب الأحياء الهامشية والفقيرة..
للأسف الشديد، نلاحظ أن ” البعض” التجأ إلى أسلوب تحقيق مكاسب مادية، غير مشروعة تدخل في سياق الريع.. وإذا ما افترضنا جدلا، أن هذه الملاعب تحتاج فيما تحتاجه إلى جهات تقوم بصيانتها وإدارتها، فاستغلالها في هذا الجانب يجب أن يكون وفق دفتر تحملات وبمقابل مساهمة رمزية، وليس بهذه الطريقة ” المتسيبة” والتي تهدف إلى الاغتناء غير المشروع، ما يستوجب في واقع الأمر فتح تحقيق في الموضوع لوضع حد لهذا الاستغلال..
وما يثير الانتباه والريبة في آن واحد، أن استخلاص رسوم استفادة الشباب لهذه الملاعب الرياضية، يتم دون تقديم أي وصل، ما يدفعنا إلى التساؤل، لصالح من تذهب تلك السيولة المستخلصة من ملاعب القرب؟

مقالات مشابهة