بلادي نيوز: عمر أعكيريش
كلما شرعت أكتب موضوعا يهم رجال الدرك الملكي، إلا وتنثال علي بعض من الأوجاع، ويسوقني تداعي الخواطر إلى بسط ما يقع في واقع الحال لهذه الفئة من خدام العرش العلوي المجيد، أشعر أن من تمام الحديث إيرادها، عل وعسى أن تساعد في التفاتة ولو بسيطة من قبل المسؤولين، إما لتحسين ظروفهم المادية عبر حلحلة أجورهم التي لم تبارح مكانها منذ مدة، أو التتبع والمصاحبة النفسية لبعض من أرهقتهم ظروف العمل المضنية المرهقة، التي تصاحب الدركي أينما حل وارتحل، لدرجة أن أغلبهم ربما يحرم من ذلك الدفئ العائلي الذي ينعم به باقي الخلق، وهنا يحضرني ما سرده لي يوما دركي التقيته صدفة حيث قال: “لماما ما نجالس أطفالنا، لدي طفل صغير أخرج وهو نائم وأعود للبيت لسويعات وأجده قد عاود النوم، وما استمتعت قط بنشوة ومتعة ملاعبته..
هكذا يعيشون إبان تأدية واجبهم، وما سنسرده لاحقا هو نتيجة اللامبالاة واللاكثرات الذي يطال هذه الفئة بعد تقاعدهم..
فقد أقدم خمسيني أمس السبت على وضع حد لحياته شنقا داخل مستودع لبيع مواد البناء بحي السلام بمدينة الجديدة، الضحية لم يكن سوى دركي برتبة ” أجودان” والذي تمت إحالته على التقاعد بسبب معاناته من اضطرابات نفسية..
“ها لي قلنا” جملة من التساؤلات تطرح في هذا السياق أبرزها: أين هي المصاحبة والمتابعة النفسية؟
هل للجانب المادي المزري الذي تعيشه هذه الفئة دخل في عملية الانتحار؟؟؟ هل وهل؟؟؟
صادقين، نأمل الاهتمام بمن استرخصوا الغالي خدمة للوطن، فما من شيء أثمن وأغلى عليهم، هم لا يطالبون بالمستحيل – وما طالبوا به في الأصل- راتب يوازي ما يقدمونه من خدمات مضنية، تقدير لمجهوداتهم، صون كرامتهم عند تقاعدهم..
بالنسبة لي لم أجد ما أقدمه لهم إلا أن أقول: “اللهم ألهمهم أن يكونوا أقوى من أنفسهم”